الأمة الاسلامية اليوم تعاني من التشرزم والتفرق بفعل أعداء الدين

اكد الأستاذ الدكتور "حسن الشافعى" رئيس مجمع اللغة العربية ، أن الدين الاسلامي قام علي اساس الوحدة والتماسك بل ودعا إليها حتى وإن اختلف الدين أو العرق أو اللغة، مشددا أن الأمة الاسلامية أصبحت الأسوأ من حيث الوحدة السياسية الاقتصادية لكنها تمكنت من أن تظل الأكثر نصيبا بين دول العالم من حيث الوحدة الروحية الثقافية الدينية.
وأوضح الشافعى - خلال المؤتمر الدولي لمناقشة فكر الامام بديع الزمان النورسي بالتعاون مع مؤسسة اسطنبول التركية للعلوم اليوم بالازهر- ان القرآن الكريم أرسى قواعد المودة بين البشر حتى لاتصل الفرقة بينهم إلى حد القتال في قوله تعالي: و إِنْ طَائِفَتَانِ مِنْ الْمُؤْمِنِينَ اقْتَتَلُوا فَأَصْلِحُوا بَيْنَهُمَا فَإِنْ بَغَتْ إِحْدَاهُمَا عَلَى الأُخْرَى فَقَاتِلُوا الَّتِي تَبْغِي حَتَّى تَفِيءَ إِلَى أَمْرِ اللَّهِ فَإِنْ فَاءَتْ فَأَصْلِحُوا بَيْنَهُمَا بِالْعَدْلِ وَأَقْسِطُوا إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ [سورة الحجرات: 9].
وشدد الشافعي أن الأمة الاسلامية اليوم تعاني من التشرزم والتفرق بفعل أعداء الدين الذين وجدوا لهم آذانا صاغية من المسلمين ، مؤكدا بقوله "ما زال العدو الخارجي ينفث سمومه "، متحدثا عن ثلاثة أنواع من الوحدة التي من المفترض أن تتوافر بين المسلمين، داعيا إلي العودة إلي التمسك بأخلاق ومبادئ الاسلام لتحقيق هذه الأنواع .
وتحدث الشافعي عن الوحدة "الروحية الثقافية" وهى التي تحقق وحدة الشعوب، موضحا ان نصيب المسلمين من هذه الوحدة هو الأوفى بين شعوب العالم، لوجود العديد من العوامل التي تتميز بها دول الاسلام منها وحدة القبلة والعقيدة والكتاب السماوي والسنة النبوية الشريفة، بالاضافة إلي الدور القوى والفاعل للمؤسسات الدينية وعلى رأسها الأزهر الشريف في التقريب بين المسلمين، إلى جانب انجازات علماء وفقهاء الدين، والتأثير القوى للطرق الصوفية العابرة للقارات والأجناس ، مشددا أن الإمام النورسي أحد أعلام تلك المدرسة الصوفية التي استطاعت أن ترد الخلق إلى خالقهم وتجمعهم حول الاقتداء بالنبي الكريم ، واصفا إياه أنه "حجة من حجج الله تعالي في العصر الحديث".
أما عن الوحدة الاقتصادية والتي تحقق وحدة المصالح بين المسلمين ، أكد أن الدول الاسلامية تعانى من التراجع الشديد في تلك الوحدة وأنها في حالة بؤس بين دول العالم ، معربا عن توتر العلاقات بين تلك المصالح، وأن الدول التي استطاعت في يوم ما أن تقوى وتصبح قوى عظمى مسيطرة، بدأت مظاهر الشيخوخة تظهر عليها وتتراجع مكانتها، متسائلا "من على استعداد ان يخلفهم".
وختم الشافعي بالحديث عن الوحدة "السياسية" التي تؤدى إلى وحدة المصير، مشيرا أنه ليس المهم أن نجري وراء الأوهام والخيالات والخلافة الوهمية، وإنما علينا أن نتدرج ونتخذ خطوة بعد خطوة كي نحقق الوحدة الاسلامية السياسية، محذرا ان الدول الأخرى تتعاون وتتحد رغم اختلاف الدين والعرق واللون، ونحن ما زلنا نجلس في مقاعد المتفرجين.
TvQuran
,