لم تُفلح قريش في مناقشتها مع رسول الله صلى الله عليه وسلم، فكرت قريش بأسلوب آخر وهو: تعذيب من أسلم، وكانت فتنة شديدة على الصحابة. و حمى الله رسوله صلى الله عليه وسلم بعمه أبي طالب.
أشد من عُذب من الصحابة على الإطلاق هو خباب بن الأرت رضي الله عنه.
و قام أبوبكر الصديق رضي الله عنه بعمل جليل وهو شراء العبيد من الصحابة وإعتاقهم، منهم: بلال بن رباح وعامر بن فُهيرة.
و بدأت قريش بعمل جديد وهو: الإستهزاء بالنبي صلى الله عليه وسلم.
ومن المستهزئين: الأسود بن عبد يغوث والأسود بن المطلب وغيرهما.
وقد استمرت قريش في إيذائها لمن آمن، واشتدت الفتنة على الصحابة، فأذن لهم رسول الله بالهجرة إلى الحبشة.
وخرجت مجموعة مباركة من الصحابة؛ ١١ رجلاً و ٤ نسوة متوجهين إلى الحبشة في أول هجرة في الإسلام.
و من بين من خرج في هذه الهجرة الأولى إلى الحبشة عثمان بن عفان وزوجته رُقية، وكان أميرهم عثمان بن مظعون.
حديث " إنهما – أي عثمان ورُقية بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم أول من هاجر بعد لوط وإبراهيم". رواه الحاكم وهو ضعيف.
اقرأ أيضا :السيرة النبوية الشريفة : سيرة سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم (الحلقة الرابعة )
وقد نزلت سورة النجم ، وقرأها رسول الله صلى الله عليه وسلم بصوت عال عند الكعبة، ولما وصل إلى السجدة سجد، وسجد معه المشركون من عظمة الآيات.
وصل خبر سجود كفار قريش لمهاجري الحبشة مشوهاً، وهو أن أهل مكة أسلموا فرجع عدد منهم إلى مكة.
وقد أسلم حمزة بن عبدالمطلب رضي الله عنه، وبعده أسلم عمر بن الخطاب رضي الله عنه، فقَوِيَ أمر الإسلام بهما.
و لم يثبت شيء في كيفية إسلام عمر بن الخطاب رضي الله عنه، وقصته الشهيرة عندما ضرب أخته أخرجها ابن إسحاق بدون إسناد.
وبدأت قريش تستخدم أسلوباً آخر جديداً مع النبي صلى الله عليه وسلم، وهو الإغراء بالمال والنساء والملك، ويكف عن دعوته.
و أرسلت قريش عتبة بن ربيعة ليُفاوض رسول الله صلى الله عليه وسلم على هذه الإغراءات. رفض رسول الله صلى الله عليه وسلم ذلك جملة وتفصيلاً.
وقد تعنتت قريش بعد ذلك وطلبت من رسول الله صلى الله عليه وسلم المعجزات، مثل رُؤية الملائكة، وجري الأنهار وغيرها.

