ما الفرق بيت قصة إبراهيم عليه السلام فى سورتي الذاريات والحجر ؟
قال الله تعالى في سورة #الذاريات :
﴿هَل أَتاكَ حَديثُ ضَيفِ إِبراهيمَ المُكرَمينَ ☆ إِذ دَخَلوا عَلَيهِ فَقالوا سَلامًا قالَ سَلامٌ قَومٌ مُنكَرونَ ☆ فَراغَ إِلى أَهلِهِ فَجاءَ بِعِجلٍ سَمينٍ ☆ فَقَرَّبَهُ إِلَيهِم قالَ أَلا تَأكُلونَ ☆ فَأَوجَسَ مِنهُم خيفَةً قالوا لا تَخَف وَبَشَّروهُ بِغُلامٍ عَليمٍ ☆ فَأَقبَلَتِ امرَأَتُهُ في صَرَّةٍ فَصَكَّت وَجهَها وَقالَت عَجوزٌ عَقيمٌ ☆ قالوا كَذلِكِ قالَ رَبُّكِ إِنَّهُ هُوَ الحَكيمُ العَليمُ﴾[الذاريات:٢٩/٢٨/٢٧/٢٦/٢٥/٢٤/ ٣٠]
قال الله تعالى في سورة #الحجر :
﴿وَنَبِّئهُم عَن ضَيفِ إِبراهيمَ ☆إِذ دَخَلوا عَلَيهِ فَقالوا سَلامًا قالَ إِنّا مِنكُم وَجِلونَ ☆ قالوا لا تَوجَل إِنّا نُبَشِّرُكَ بِغُلامٍ عَليمٍ ☆ قالَ أَبَشَّرتُموني عَلى أَن مَسَّنِيَ الكِبَرُ فَبِمَ تُبَشِّرونَ ☆ قالوا بَشَّرناكَ بِالحَقِّ فَلا تَكُن مِنَ القانِطينَ ☆ قالَ وَمَن يَقنَطُ مِن رَحمَةِ رَبِّهِ إِلَّا الضّالّونَ﴾[الحجر:٥٥/٥٤/٥٣/٥٢/٥١/ ٥٦]
الملاحظات :#في_سورة_الذاريات : جاء وصف ضيف إبراهيم عليه السلام (بالمكرمين ) ويجب التركيز على هذه الكلمة لأن لها معنى في سياق الأيات في السورة .
#في_سورة_الحجر : لم يرد هذا الوصف لضيف إبراهيم.
#في_سورة_الذاريات :
{ فَقالوا سَلامًا قالَ سَلامٌ }
قاموا بالسلام على إبراهيم عليه السلام وهو رد عليهم التحية ،وهذا من #الإكرام .اقرأ أيضا :سورة الضحى ....اللمسة البيانية فى كلمة "سجى "
ثم إن ضيف إبراهيم قالوا (سلاماً) أي حيوه بجملة فعلية ، وهو حياهم بجملة اسمية ، والجملة الاسمية أقوى لغوياً وأثبت للمعنى وأبلغ .إذن سيدنا إبراهيم عليه السلام ردَّ التحية بخير منها وهذا من مظاهر الإكرام أيضاً .
وهناك قاعدة : المرفوع يفيد الاسمية ، والمنصوب جزء من جملة فعلية .سلامٌ : هي جزء من جملة اسمية ،إما مبتدأ لخبرمحذوف ( سلامٌ عليكم ) أو خبر لمبتدأ محذوف .
#في_سورة_الحجر : { فَقالوا سَلامًا قالَ إِنّا مِنكُم وَجِلونَ﴾ لم يذكر رد التحية .
#في_سورة_الذاريات : قال ( قومٌ منكرون ) ولم يقل (إنكم قومٌ منكرون ).
فهو عندما رآهم قال قومٌ غرباء بشكل عام ولم يوجه الخطاب لهم مباشرة وهذا من باب #التكريم .
وهذا يختلف عما جاء في قصة لوط عليه السلام عندما خصهم فقال ( إنكم قوم منكرون )لما جاءه الرسل ،لأنه كان في حالة أزمة .
#في_سورة_الذاريات : ﴿فَراغَ إِلى أَهلِهِ فَجاءَ بِعِجلٍ سَمينٍ﴾
والعجل السمين من مظاهر #الإكرام .وراغ : معناها أنه ذهب بخفية ولم يُرِد أن يظهر أنه ذهب ، وهذا من إكرام الضيف .
﴿فَقَرَّبَهُ إِلَيهِم قالَ أَلا تَأكُلونَ﴾
وهذا أيضاً من باب الإكرام أن قرّب لهم الطعام وقال ألا تأكلون .#في_سورة_الحجر : لم يرد أي تحضير للطعام أو دعوتهم إليه .
#في_سورة_الذاريات : ﴿فَأَوجَسَ مِنهُم خيفَةً قالوا لا تَخَف وَبَشَّروهُ بِغُلامٍ عَليمٍ﴾
(فأوجس منهم خيفة ) : لم يُرِد إبراهيم عليه السلام أن يطلعهم على خوفه وهذا من مظاهر #التكريم .
لم يعترض إبراهيم هنا على البشرى لأن الاعتراض ليس من مقام الإكرام فلم يشك في قولهم ولا اعترض عليهم .#في_سورة_الحجر :
﴿ قالَ إِنّا مِنكُم وَجِلونَ﴾ ظهر عليه الخوف هنا وعمّ الخوف أهل البيت جميعاً .#في_سورة_الذاريات :
﴿فَأَقبَلَتِ امرَأَتُهُ في صَرَّةٍ فَصَكَّت وَجهَها وَقالَت عَجوزٌ عَقيمٌ﴾
لم تكن خائفة أو وجلة إنما خرجت لمواجهتهم .#في_سورة_الحجر : لم يذكر امرأة إبراهيم لأن الخوف هنا كان طاغياً على البيت كله وأهله ولهذا لم تظهر امرأته لمواجهتهم .

