بعد طول افتراق اجتمع زوجين وثق الحب بين قلبيهما ووحد الإسلام كيانهما وما كانت الهجرتان إلا بوتقة صهرت هذا الكيان ، وقرت عين السيدة أم سلمة رضي الله عنها بزوجها وسعد أبو سلمة رضي الله عنه بزوجته وأبنائه ،
عكفت السيدة أم سلمة رضي الله عنها على تربية صغارها وكان لها ثلاثة أبناء هم : سلمة وعمر وزينب ، وتفرغ زوجها للجهاد في سبيل الله فشهد مع رسول الله صلى الله عليه وسلم غزوة بدر وعاد منها مع المسلمين وقد نصرهم الله عز وجل نصرًا عزيزًا مؤزرًا .
وعندما خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم في غزوة ذي العشيرة استخلف على المدينة ابا سلمة رضي الله عنه ، ثم انطلق أبو سلمه رضي الله عنه ليخوض مع رسول الله صلى الله عليه وسلم غزوة أحد و أبلى فيها بلاء حسنًا إلا أن أحد المشركين رماه في عضده بسهم فمكث شهرًا يداوي جرحه الشديد .
وبينما كانت الزوجة الوفية بجوار زوجها تمرضه إذ قال لها :
لقد سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول :" ما من مسلم يصاب بمصيبة فيقول : إنا لله وإنا إليه راجعون اللهم أجرني في مصيبتي واخلفني خيرًا منها إلا أبدله الله خيرًا منها "
فحفظت منه ذلك أم سلمه رضي الله عنها ، ثم قال أبو سلمه رضي الله عنه : اللهم اخلفني بأهلي بخير مني .
وفي المحرم على رأس خمسة وثلاثين شهرًا من الهجرة النبوية الشريفة بلغ رسول الله صلى الله عليه وسلم أن طليحة الأسدى وأخاه سلمه ابن خويلد قد جمعا حلفاء من بني أسد لمهاجمة الرسول صلى الله عليه وسلم في دار هجرته .
فدعا رسول الله صلى الله عليه وسلم أبا سلمة رضي الله عنه وقد تماثل جرحه للشفاء وقال له : "اخرج في هذه السرية فقد استعملتك عليها " وعقد له رسول الله صلى الله عليه وسلم لواء وقال له : "سر حتى تأتي أرض بني أسد فأغر عليهم " .. ثم أوصاه رسول الله صلى الله عليه وسلم بتقوى الله وبمن معه من المسلمين خيرًا .
وخرج مع أبي سلمة رضي الله عنه في تلك السرية مائة وخمسون رجلًا من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم، فانتهى إلى القوم فلما سمع به أعداء الله ممن اجتمعوا لحرب رسول الله صلى الله عليه وسلم تفرقوا وتركوا نعمًا كثيرًا لهم من الإبل والغنم فأخذ ذلك كله أبو سلمة رضي الله عنهوأسر منهم ثلاثة وأقبل راجعًا إلى المدينة سالمًا غانمًا بعد أن غاب عنها تسعًا وعشرين ليلة فأعطى الغنائم كلها لرسول الله صلي الله عليه وسلم فقسمها .


وما أن عاد أبو سلمة رضي الله عنه إلى المدينة حتى انتفض جرحه القديم فمات في الثامن من جمادى الآخرة سنة أربع من الهجرة .
وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم قد أتاه يعوده فوافق دخوله عليه خروج نفسه ، فدخل عليه وقد شقَّ بصرُه . فأغمضَه . ثم قال : " إنَّ الروحَ إذا قُبِض تبِعه البصرُ " فضجَّ ناسٌ من أهلِه . فقال: " لاتَدْعوا على أنفسِكم إلا بخيرٍ . فإنَّ الملائكةَ يُؤمِّنون على ما تقولون " ثم قال : " اللهمَّ اغفِرْ لأبي سلمةَ وارفَعْ درجتَه في المَهديِّينَ واخلُفْه في عَقِبِه في الغابرين . واغفرْ لنا وله يا ربَّ العالَمينَ . وافسَحْ له في قبرِه . ونَوِّرْ له فيه "
مسلم
لما توفي أبو سلمة رضي الله عنه جاءت أم سلمة رضي الله عنها إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقالت : يارسول الله إن أبا سلمة قد مات
قال : "قولي :اللهم اغفر لى وله وأعقبني (عوضتي ) منه عقبى حسنة ."
قالت : فقلت فأعقبني الله من هو خير لى منه محمدا صلى الله عليه وسلم
مسلم
وفي الصحيح أنها رضي الله عنها تذكرت ما حدثها به زوجها الراحل من أنه سمع النبي صلى الله عليه وسلم يقول :" ما من مسلم تصيبه مصيبة فيقول ما أمره الله :" إنا لله وإنا إليه راجعون اللهم أجرني في مصيبتي وأخلف لي خيرا منها" إلا أخلف الله له خيرا منها"
فقالت : إنا لله وإنا إليه راجعون اللهم أجرني في مصيبتي
ثم سكتت ولم تكمل الدعاء و قالت في نفسها : أني أعاض خيرا من أبي سلمة ؟ أي المسلمين خير من أبي سلمة ؟
وذلك لحبها الشديد له ، ثم ألهمها الله أن تكمل الدعاء فقالت : "واخلف لي خيرا منها"
فأخلف الله عليها بمن هو خير منه رسول الله صلى الله عليه وسلم ،فكانت تقول : وأنا أرجو أن يكون الله قد أجرني في مصيبتي
اقرأ أيضا :السيرة النبوية الشريفة : سيرة سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم (الحلقة العشرون )
وشعر أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم بمصاب أم سلمه رضي الله عنها العظيم وحقها عليهم فما كادت تنتهي عدتها بعد وفاة أبي سلمه رضي الله عنه، حتى أرسل إليها أبو بكر الصديق رضي الله عنه يخطبها لنفسه فأبت أن تستجيب لطلبه ثم أرسل إليها عمر بن الخطاب رضي الله عنه يخطبها فردته كما ردت الصديق
إلا أن الله عز وجل عزى حزنها وجبر مصيبتها وأبدلها خيرًا منها فأرسل إليها رسول الله صلى الله عليه وسلم يخطبها لنفسه .
أرسل رسول الله صلي الله عليه وسلم حاطب بن أبي بلتعه رضي الله عنه إلى أم سلمه رضي الله عنها ليخطبها إليه فقالت : مرحبًا برسول الله صلي الله عليه وسلم وبرسوله ، أخبر رسول الله صلى الله عليه وسلم : أني كبيرة السن و أنا امرأة شديدة الغيرة وأخاف أن يرى مني رسول الله صلي الله عليه وسلم شيئًا يكرهه فيعذبني الله به وأنا امرأة ذات عيال يشغلونني عنه وأنا امرأة ليس لي ها هنا أحد من أوليائي شاهد فيزوجني
فقال صلي الله عليه وسلم :" أنا أكبر منك ،وأما الغيرة فأدعوا الله فيذهبها عنك ،وأما العيال فإلى الله ورسوله واما الأولياء فليس أحد منهم إلا سيرضى بي"
عندئذ تهللت أم سلمة رضي الله عنها ولم تستطيع إلا أن توافق وقد جاءها رسول الله صلى الله عليه وسلم بعز الدنيا والآخرة فقالت لإبنها سلمه : قم فزوج رسول الله صلى الله عليه وسلم فتزوجها النبي صلى الله عليه وسلم في شوال سنة أربع من الهجرة...
وكانت أم سلمة رضي الله عنها قد ولدت طفلة اسمها زينب من زوجها أبي سلمة رضي الله عنه ، فعندما تزوجها صلى الله عليه وسلم جعل يأتيها، فإذا جاء أخذت زينب فوضعتها في حجرها لترضعها، وكان صلى الله عليه وسلم حيياً كريماً يستحي فيسلم و يرجع، ففعل ذلك مرارا
وفطن عمار بن ياسر رضي الله عنه لما تصنع أم سلمة رضي الله عنها ، وكان أخاها من الرضاعة ، فأطلق قدميه نحو بيت أخته أم سلمة رضي الله عنها ، فأخذ ابنة أخته ليسترضعها في بيته أو عند أحد النساء
فجاء رسول الله صلى الله عليه وسلم -فقال: ( أين زناب ؟ )
فقالت ام سلمة رضي الله عنها : جاء عمار فذهب بها
فقال صلى الله عليه وسلم - : إني آتيكم الليلة..
وكانت لفتة حانية، وتكريما رفيعا من الرسول صلى الله عليه وسلم أن تزوج أم سلمة رضي الله عنها ، فقد أصبحت بعد وفاة زوجها رضي الله عنه من غير زوج يعيلها، أو أحد يكفلها، رغم ما بذلت هي وزوجها من جهد لهذه الدعوة المباركة، وهي مع ذلك كان لها من الأيتام ثلاثة ، فكان الرسول صلى الله عليه وسلم هو الزوج لها والكفيل لأبنائها .
وشعر أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم بمصاب أم سلمه رضي الله عنها العظيم وحقها عليهم فما كادت تنتهي عدتها بعد وفاة أبي سلمه رضي الله عنه، حتى أرسل إليها أبو بكر الصديق رضي الله عنه يخطبها لنفسه فأبت أن تستجيب لطلبه ثم أرسل إليها عمر بن الخطاب رضي الله عنه يخطبها فردته كما ردت الصديق
إلا أن الله عز وجل عزى حزنها وجبر مصيبتها وأبدلها خيرًا منها فأرسل إليها رسول الله صلى الله عليه وسلم يخطبها لنفسه .
أرسل رسول الله صلي الله عليه وسلم حاطب بن أبي بلتعه رضي الله عنه إلى أم سلمه رضي الله عنها ليخطبها إليه فقالت : مرحبًا برسول الله صلي الله عليه وسلم وبرسوله ، أخبر رسول الله صلى الله عليه وسلم : أني كبيرة السن و أنا امرأة شديدة الغيرة وأخاف أن يرى مني رسول الله صلي الله عليه وسلم شيئًا يكرهه فيعذبني الله به وأنا امرأة ذات عيال يشغلونني عنه وأنا امرأة ليس لي ها هنا أحد من أوليائي شاهد فيزوجني
فقال صلي الله عليه وسلم :" أنا أكبر منك ،وأما الغيرة فأدعوا الله فيذهبها عنك ،وأما العيال فإلى الله ورسوله واما الأولياء فليس أحد منهم إلا سيرضى بي"
عندئذ تهللت أم سلمة رضي الله عنها ولم تستطيع إلا أن توافق وقد جاءها رسول الله صلى الله عليه وسلم بعز الدنيا والآخرة فقالت لإبنها سلمه : قم فزوج رسول الله صلى الله عليه وسلم فتزوجها النبي صلى الله عليه وسلم في شوال سنة أربع من الهجرة...
وكانت أم سلمة رضي الله عنها قد ولدت طفلة اسمها زينب من زوجها أبي سلمة رضي الله عنه ، فعندما تزوجها صلى الله عليه وسلم جعل يأتيها، فإذا جاء أخذت زينب فوضعتها في حجرها لترضعها، وكان صلى الله عليه وسلم حيياً كريماً يستحي فيسلم و يرجع، ففعل ذلك مرارا
وفطن عمار بن ياسر رضي الله عنه لما تصنع أم سلمة رضي الله عنها ، وكان أخاها من الرضاعة ، فأطلق قدميه نحو بيت أخته أم سلمة رضي الله عنها ، فأخذ ابنة أخته ليسترضعها في بيته أو عند أحد النساء
فجاء رسول الله صلى الله عليه وسلم -فقال: ( أين زناب ؟ )
فقالت ام سلمة رضي الله عنها : جاء عمار فذهب بها
فقال صلى الله عليه وسلم - : إني آتيكم الليلة..
وكانت لفتة حانية، وتكريما رفيعا من الرسول صلى الله عليه وسلم أن تزوج أم سلمة رضي الله عنها ، فقد أصبحت بعد وفاة زوجها رضي الله عنه من غير زوج يعيلها، أو أحد يكفلها، رغم ما بذلت هي وزوجها من جهد لهذه الدعوة المباركة، وهي مع ذلك كان لها من الأيتام ثلاثة ، فكان الرسول صلى الله عليه وسلم هو الزوج لها والكفيل لأبنائها .
لقد أوى رسول الله صلى الله عليه وسلم أم سلمه رضي الله عنها إليه إشفاقًا عليها ورحمة بأيتامها وإكرامًا لزوجها الشهيد وأخيه من الرضاعة ،فتزوجها النبي صلى الله عليه وسلم وقام على تربية أيتامها ووسعهم قلبه الكبير حتى أصبحوا لا يشعرون بفقد الأب إذا عوضهم الله عز وجل أبا أرحم من أبيهم ، وبذلك يكون الله عز وجل قد استجاب لدعاء أم سلمه رضي الله عنها فأخلفها خيرًا من أبي سلمه رضي الله عنه .. إنه الرسول الرحيم صلى الله عليه وسلم وكفى به سيدًا ورحيمًا .
ولما تزوج رسول الله صلى الله عليه وسلم أم سلمه رضي الله عنها قال لها:" يأم سلمه إني قد أهديت إلى النجاشي حلة وأوقى من مسك وإني لا أراه إلا قد مات وما أرى الهدية التي أهديت إليه إلا سترد إلي فإن ردت علي فهي لك "
فكان كما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ومات النجاشي وردت إليه الهدية فأعطى كل زوجة من أزواجه رضي الله عنهن أوقية من مسك وأعطى أم سلمة رضي الله عنها بقية المسك والحلة .
ولما تزوج رسول الله صلى الله عليه وسلم أم سلمه رضي الله عنها قال لها:" يأم سلمه إني قد أهديت إلى النجاشي حلة وأوقى من مسك وإني لا أراه إلا قد مات وما أرى الهدية التي أهديت إليه إلا سترد إلي فإن ردت علي فهي لك "
فكان كما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ومات النجاشي وردت إليه الهدية فأعطى كل زوجة من أزواجه رضي الله عنهن أوقية من مسك وأعطى أم سلمة رضي الله عنها بقية المسك والحلة .

