أمهات المؤمنين ...السيدة حفصة رضي الله عنها (الجزء الأول )

أمهات المؤمنين ...السيدة حفصة رضي الله عنها   (الجزء الأول )

موعدنا اليوم مع زهرة جديدة من زهرات بيت النبوة السيدة حفصة بنت عمر بن الخطاب رضي الله عنهما ،الزوجة الرابعة للرسول صلى الله عليه وسلم
هي أم المؤمنين حفصة بنت أمير المؤمنين عمر بن الخطاب ، ولدت في مكة قبل البعثة بخمس سنوات ، وهو العام الذي شارك فيه النبي صلى الله عليه وسلم في بناء الكعبة
وأمها هي زينب بنت مظعون بن حبيب بن وهب أخت الصحابي الجليل عثمان بن مظعون رضي الله عنهما ، وكانت رضي الله عنها أكبر من أخيها لأبيها وأمها عبد الله بن عمر رضي الله عنه بست سنوات

وقد نشأت رضي الله عنها في مكة في عز أبيها ابن الخطاب فقد كان من رجالات قريش المعدودين وساداتها البارزين وشجعانها المعروفين وهذا ما جعل رسول الله صلى الله عليه وسلميدعوا الله عز وجل أن يعز الإسلام بأحد العمرين : عمرو بن هشام ( أبي جهل ) او عمر بن الخطاب فأختار الحق تبارك وتعالى عمر بن الخطاب رضي الله عنه لإعزاز دينه فكان إسلامه فتحًا مبينًا فرق الله عز وجل به بين الحق والباطل وكان مددًا عظيمًا لجند الله فازداد المسلمون به منعةً ووقعت في نفوس الكافرين منه حسرة !

أسلم الفاروق عمر بن الخطاب رضي الله عنه وأسلم معه أهل بيته ومنهم حفصة رضي الله عنها
وبلغ مسامع المهاجرين من المسلمين إلى أرض الحبشة أن مكة قد أسلمت ، وأنه بإسلام الفاروق عمر بن الخطاب وأسد الله حمزة بن عبد المطلب عم النبي رضي الله عنهما أصبح الإسلام في قوة ومنعة فرأى أغلب المهاجرين العودة إلى مكة بلد الله الحرام كي يكونوا في صحبة رسول الله صلى الله عليه وسلم
وعلى أعتاب مكة تبينت لهم الحقيقة المرة وأن أهل مكة قد أزدادوا غضبًا وحنقًا على المسلمين عندما علموا بإسلام عمر وحمزة رضي الله عنهما فتفننوا في تعذيب أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم بألوان من العذاب لم تشهدها جزيرة العرب من قبل !

وكان من بين هؤلاء العائدين إلى بيت الله الحرام خنيس بن حذافة بن قيس والذي كان من السابقين الاولين إلى الإسلام فقد أسلم قبل دخول رسول الله صلي الله عليه وسلم دار الأرقم كما كان من المهاجرين الأولين إلى ارض الحبشة
وقد خطب خنيس السيدة حفصة إلى أبيها رضي الله عنهم جميعًا فزوجها له وتم تأسيس بيت مسلم بني على الإسلام والطاعة .
ولما أذن الله للمؤمنين بالهجرة ، لحقت حفصة وزوجها رضي الله عنهما بركاب المؤمنين المتّجهة صوب المدينة ، حتى استقرّ بهم الحال هناك ، وعاشا في رحاب الأنصار في سعادة غامرة ،وازدادت هذه السعادة بعد ان لحق بهما الرسول صلى الله عليه وسلم 

وما هو إلا قليلٌ حتى بدأت مرحلة المواجهة بين المؤمنين وأعدائهم ، فكان خنيس من أوائل المدافعين عن حياض الدين ، فقد شهد بدراً ، وأبلى فيها بلاء حسنا ، لكنّه خرج منها مثخناً بجراحات كثيرة ، ولم يلبث بعدها إلا قليلا حتى فاضت روحه ، وقيل أنه توفى بعد أحد بعد أن أبلى فيها بلاءا حسنا سنة ثلاث للهجرة ، وخلف وراءه السيدة حفصة رضي الله ولم يتجاوز عمرها الثامنة عشر

ترملت السيدة حفصة رضي الله عنها قبل ان تكمل العشرين من عمرها وحزنت لموت زوجها الشهيد حزنًا كاد أن يمزق قلبها . وتألم الفاروق رضي الله عنه لحزن ابنته وأوجعه أن يلمح الترمل يغتال شبابها ويمتص حيويتها ويختنق صباها .

فبدا له بعد تفكير عميق أن يختار زوجًا لحفصة رضي الله عنها تأنس إلى صحبته ويعوضها خيرًا عن زوجها الذي فقدته في سبيل الله .

فعن عبد الله به عمر رضي الله عنهما: أنّ عمر رضي الله عنه حين تأيمت حفصة من (خنيس بن حذافة) وكان شهد بدراً وتوفي بالمدينة لقي عثمان رضي الله عنه فقال: إن شئت أنكحتك حفصة؟ قال: سأنظر في أمري، فلبث ليالي، فقال: قد بدا لي لا أتزوج، قال عمر: فقلت لأبي بكر إن شئتَ أنكحتك حفصة، فصمتَ، فكنت عليه أوجد مني على عثمان، فلبث ليالي ثم خطبها النبي صلى الله عليه وسلم فأنكحتها إياه.

فلقيني أبو بكر فقال: لعلك وجدت عليّ حين عرضتَ عليّ حفصة، فلم أرجع إليك شيئاً؟ قلت: نعم، قال: إنه لم يمنعني أن أرجع إليك إلاّ أني علمت أن النبي صلى الله عليه وسلم ذكرها. «فلم أكن لأفشي سرّه، ولو تركها لقبلتها».البخاري

ونال عمر بن الخطاب رضي الله عنه شرف مصاهرة النبي صلى الله عليه وسلم ،كما نالها قبله أبوبكر الصديق رضي الله عنه ، وتزوج الرسول ـ صلي الله عليه وسلم ـ بالسيدة ـ حفصة رضي الله عنها في السنة الثالثة للهجرة على صداق قدره أربعمائة درهم‏ ،وسنها يومئذ عشرون عاما

وعاشت السيدة حفصة رضي الله عنها في بيت النبوة‏,‏ وكانت ذكية عاقلة‏,‏ تعلمت القراءة والكتابة علي يد صحابية جليلة هي السيدة الشفاء بنت عبدالله وقد شجعها الرسول صلي الله عليه وسلم علي ذلك‏.

دخلت السيدة حفصة رضي الله عنها بيت النبوة وكان هناك تقارب شديد بينها و بين السيدة عائشة رضي الله عنها ، و كانت السيدة حفصة رضي الله عنها تراجع النبي صلى الله عليه و سلم ففي احد الايام قال رسول الله صلى الله عليه و سلم : "لا يدخل النار ان شاء الله اصحاب الشجرة الذين بايعوا تحتها "
قالت حفصة رضي الله عنها : بلى يا رسول الله
فانتهرها فتلت الاية الكريمة ( و ان منكم الا واردها كان على ربك حتما مقضيا)
فقال النبي صلى الله عليه و سلم :" قد قال الله عز و جل( ثم ننجي الذين اتقوا و نذر الظالمين فيها جثيا)

و لما عرف عمر رضي الله عنه انها تراجع رسول الله صلى الله عليه و سلم دخل عليها و قال لها : اتراجعين رسول الله قالت : نعم
قال : و تهجره احداكن اليوم الى الليل قالت : نعم
قال : قد خاب من فعل هذا منكن وخسر أفتأمن احدكن ان يغضب الله عليها لغضب رسول الله فاذا هي قد هلكت ؟ لا تراجعي رسول الله و تسأليه شيئا و سليني ما بدا لك و لا يغرنك ان كانت جارتك هي أوسم و احب الى رسول الله صلى الله عليه و سلم منك (يريد عائشة رضي الله عنها)    مسند أحمد

وفي يوم من الأيام طلق النبي صلى الله عليه وسلم حفصة رضي الله عنها فانكسر قلبها وأظلمت الدنيا في عينبها ،وجاء جبريل إلى النبي صلى الله عليه وسلم بأمر من الله أن يراجعها وقال له : أرجع حفصة فإنها صوامة قوامة وإنها زوجتك في الجنة
شهادة صادقة من أمين الوحي حبريل عليه السلام وبشارة محققة

شارك برأيك

مرحبا بالاصدقاء الاعزاء
يسعدنى زيارتكم وارجو التواصل دائما
Hello dear "friends
I am glad your visit and I hope always to communicate

TvQuran
,