"هند بنت أبي أمية رضي الله عنها " ابنة زاد الراكب ..
هي أم المؤمنين ، هند بنت أبي أمية حذيفة بن المغيرة المخزومية القرشية المشهورة بكنيتها أم سلمة رضي الله عنها ، ولدت رضي الله عنها لأسرة عريقة ، فوالدها أبو أمية سيّد من سادات قريشٍ المعدودين ، وكان مشهوراً بالكرم وشدّة السخاء حتى لُقّب بـ " زادُ الراكب " ، إذ كان يمنع من يرافقه في سفره أن يتزوّد لرحلته ويكفيه مؤونة ذلك
وأمها عاتكة بنت عامر بن ربيعة الكنانية من بني فراس ،وهي بنت عم خالد بن الوليد رضي الله عنه ، وبنت عم أبي جهل بن هشام .
وقد تزوجت السيدة أم سلمة رضي الله عنها من ابن عمها عبد الله بن عمر المخزومي رضي الله عنه ابن عمة رسول الله صلى الله عليه وسلم وأخوه من الرضاعة ،و أحد العشرة السابقين إلى الإسلام فقد أسلم مع أبي عبيدة الجراح وعثمان ابن عفان والأرقم بن أبي الأرقم رضي الله عنهم جميعًا في يوم واحد، وأسلمت رضي الله عنها مع زوجها فكانت هي الأخرى من السابقات إلى الإسلام أيضًا .
وما إن شاع نبأ إسلام أبي سلمة وزوجه أم سلمة رضي الله عنهما حتى هاجت قريش وماجت وجعلت تصب عليهما من العذاب والأذى الشديد ، فلم يضعفا ولم يهنا ولم يترددا ، ولما رأى رسول الله صلى الله عليه وسلم ما يصيب أصحابه من البلاء قال لهم :" لو خرجتم إلى أرض الحبشة فإن بها ملكًا لا يظلم عنده أحد وهي أرض صدق حتى يجعل الله لكم فرجًا مما أنتم فيه"
الألباني فخرج عند ذلك المسلمون من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى أرض الحبشة مخافة الفتنة وفرار إلى الله بدينهم فكان أول هجرة في الإسلام وكان أول من هاجر من المسلمين أحد عشر رجلًا واربع نسوة انتهوا إلى البحر ما بين ماش وراكب فاستأجروا سفينة بنصف دينار إلى الحبشة .. وكان في طليعة هؤلاء المهاجرين : أبو سلمة بن عبد الأسد وامرأته أم سلمة بنت أمية رضي الله عنهما .
مضت السبدة ام سلمة وزوجها رضي الله عنهما إلى ديار الغربة وتركت وراءها بمكة بيتها الباذخ وعزها الشامخ ونسبها العريق محتسبة هذا كله عند الله عز وجل طمعًا في مرضاته وطلبًا لجناته .
وتتابع المسلمون حتى اجتمعوا بأرض الحبشة فكانوا بها منهم من خرج بأهله ومنهم من خرج بنفسه بدون أهله . وأمن المسلمون بأرض الحبشة وحمدوا جوار النجاشي ملك الحبشة وعبدوا الله تعالى لا يخافون على دينهم ولا على أنفسهم من احد وقد أحسن النجاشي جوارهم ووفادتهم .
فلما رأت قريش أن أصحاب رسول الله قد أمنوا واطمأنوا بأرض الحبشة وأنهم أصابوا بها دارًا وقرارًا اجتمعوا وعقدوا بينهم مؤامرة ...
تروى أحداثها السيدة أم سلمة رضي الله عنها فتقول : "لما نزلنا أرض الحبشة جاورنا بها خير جار النجاشي أمنا على ديننا وعبدنا الله لا نؤذي ولا نسمع شيئًا نكرهه فلما بلغ ذلك قريش ائتمروا بينهم أن يبعثوا إلى النجاشي فينا رجلين منهم جلدين وأن يهدوا للنجاشي هدايا مما يستطرف من متاع مكة وكان من أعجب ما يأتيه منهم الأدم فجمعوا له أدمًا كثيرًا ولم يتركوا من بطارقته بطريقًا إلا أهدوا له هدية و بعثوا بذلك مع عبد الله بن أبي ربيعة وعمرو بن العاص وأمروهما بأمرهم وقالوا لهما :
ادفعًوا إلى كل بطريق هديته قبل أن تكلموا النجاشي فيهم ثم قدموا للنجاشي هداياه ثم اسألوه أن يسلمهم إليكم قبل أن يكلمهم !
ففعل عمرو بن العاص وصاحبه ذلك حتى إذا دخلا على النجاشي قالا له :
أيها الملك إنه قد لجأ إلى بلدك منا غلمان سفهاء فارقوا دين قومهم ولم يدخلوا في دينك وجاءوا بدين مبتدع ،وقد بعثنا إليك فيهم أشراف قومهم من آبائهم وأعمامهم وعشائرهم لتردهم إليهم فهم أعلم بما عابوا عليهم وعاتبوهم فيه .
فقالت بطارقة الملك من حوله :
صدقًوا أيها الملك قومهم أعلم بما عابوا عليهم فأسلمهم إليهم فليرداهم إلى بلادهم وقومهم
فغضب النجاشي وقال : لا والله لا أسلمهم إليهما حتى أدعوهم فأسألهم عما يقول هذان في أمرهم فإن كانوا كما يقولان أسلمتهم إليهما ورددتهم إلى قومهم وإن كانوا على غير ذلك منعتهم منهما وأحسنت جوارهم ما جاوروني .
ثم أرسل النجاشي إلى المهاجرين من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم فدعاهم وكلمهم فيما ذكره عمرو بن العاص وصاحبه وسمع منهم آيات من كتاب الله عز وجل فبكى النجاشي حتى اخضلت لحيته وقال : إن هذا والذي جاء به عيسى ليخرج من مشكاه واحدة ..انطلقا فلا والله لا أسلمهم إليكما .
ثم قال النجاشي للمسلمين : اذهبوا فأنتم آمنون بأرضي من سبكم غرم فما أحب أن لي جبلًا من ذهب وأني آذيت رجلًا منكم .
ثم أمر النجاشي برد الهدايا التي قدم بها عمرو بن العاص وصاحبه فخرجا من عنده مقبوحين مردودًا عليهما ما جاءا به وأقام المسلمون عنده بخير دار مع خير جار "
الألباني
تتابعت الأخبار على المهاجرين إلى أرض الحبشة بأن المسلمين في مكة قد كثر عددهم وأن إسلام أسد الله حمزة بن عبد المطلب، عم النبي صلي الله عليه وسلم والفاروق عمر بن الخطاب رضي الله عنهما قد شد من أزرهم وكف شيئًا من أذى قريش عنهم .
فعزم فريق منهم على العودة إلى مكة المكرمة يحدوهم الشوق إلى بيت الله الحرام ويدعوهم الحنين إلى رسول الله صلي الله عليه وسلم وكانت السيدة أم سلمة وزوجها رضي الله عنهما في طليعة العائدين ، لكن سرعان ما اكتشف العائدون أن ما نمى إليهم من أخبار كان مبالغًا فيه وأن اظطهاد قريش للمسلمين وتعذيبهم قد فاق كل الحدود !
فقد بالغ المشركون في تعذيب المسلمين وترويعهم وأذاقوهم من بأسهم ما لا عهد لهم به من قبل ، عند ذلك أمر رسول الله صلي الله عليه وسلم أصحابه بالخروج إلى المدينة والهجرة إليها واللحوق بإخوانهم من الأنصار وقال : "إن الله قد جعل لكم إخوانًا ودارًا تأمنون بها" .
فخرجوا إليها أرسلًا وأقام رسول الله صلى الله عليه وسلم بمكة ينتظر أن يأذن له ربه عز وجل في الهجرة والخروج إلى المدينة . وكان أول من هاجر إلى المدينة من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم من المهاجرين من قريش من بني مخزوم : أبا سلمة عبد الله بن عبد الأسد رضي الله عنه وكانت هجرته إليها من قبل بيعة العقبة بسنة حين آذته قريش بعد مرجعه من الحبشة .
تروى أحداثها السيدة أم سلمة رضي الله عنها فتقول : "لما نزلنا أرض الحبشة جاورنا بها خير جار النجاشي أمنا على ديننا وعبدنا الله لا نؤذي ولا نسمع شيئًا نكرهه فلما بلغ ذلك قريش ائتمروا بينهم أن يبعثوا إلى النجاشي فينا رجلين منهم جلدين وأن يهدوا للنجاشي هدايا مما يستطرف من متاع مكة وكان من أعجب ما يأتيه منهم الأدم فجمعوا له أدمًا كثيرًا ولم يتركوا من بطارقته بطريقًا إلا أهدوا له هدية و بعثوا بذلك مع عبد الله بن أبي ربيعة وعمرو بن العاص وأمروهما بأمرهم وقالوا لهما :
ادفعًوا إلى كل بطريق هديته قبل أن تكلموا النجاشي فيهم ثم قدموا للنجاشي هداياه ثم اسألوه أن يسلمهم إليكم قبل أن يكلمهم !
ففعل عمرو بن العاص وصاحبه ذلك حتى إذا دخلا على النجاشي قالا له :
أيها الملك إنه قد لجأ إلى بلدك منا غلمان سفهاء فارقوا دين قومهم ولم يدخلوا في دينك وجاءوا بدين مبتدع ،وقد بعثنا إليك فيهم أشراف قومهم من آبائهم وأعمامهم وعشائرهم لتردهم إليهم فهم أعلم بما عابوا عليهم وعاتبوهم فيه .
فقالت بطارقة الملك من حوله :
صدقًوا أيها الملك قومهم أعلم بما عابوا عليهم فأسلمهم إليهم فليرداهم إلى بلادهم وقومهم
فغضب النجاشي وقال : لا والله لا أسلمهم إليهما حتى أدعوهم فأسألهم عما يقول هذان في أمرهم فإن كانوا كما يقولان أسلمتهم إليهما ورددتهم إلى قومهم وإن كانوا على غير ذلك منعتهم منهما وأحسنت جوارهم ما جاوروني .
ثم أرسل النجاشي إلى المهاجرين من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم فدعاهم وكلمهم فيما ذكره عمرو بن العاص وصاحبه وسمع منهم آيات من كتاب الله عز وجل فبكى النجاشي حتى اخضلت لحيته وقال : إن هذا والذي جاء به عيسى ليخرج من مشكاه واحدة ..انطلقا فلا والله لا أسلمهم إليكما .
ثم قال النجاشي للمسلمين : اذهبوا فأنتم آمنون بأرضي من سبكم غرم فما أحب أن لي جبلًا من ذهب وأني آذيت رجلًا منكم .
ثم أمر النجاشي برد الهدايا التي قدم بها عمرو بن العاص وصاحبه فخرجا من عنده مقبوحين مردودًا عليهما ما جاءا به وأقام المسلمون عنده بخير دار مع خير جار "
الألباني
تتابعت الأخبار على المهاجرين إلى أرض الحبشة بأن المسلمين في مكة قد كثر عددهم وأن إسلام أسد الله حمزة بن عبد المطلب، عم النبي صلي الله عليه وسلم والفاروق عمر بن الخطاب رضي الله عنهما قد شد من أزرهم وكف شيئًا من أذى قريش عنهم .
فعزم فريق منهم على العودة إلى مكة المكرمة يحدوهم الشوق إلى بيت الله الحرام ويدعوهم الحنين إلى رسول الله صلي الله عليه وسلم وكانت السيدة أم سلمة وزوجها رضي الله عنهما في طليعة العائدين ، لكن سرعان ما اكتشف العائدون أن ما نمى إليهم من أخبار كان مبالغًا فيه وأن اظطهاد قريش للمسلمين وتعذيبهم قد فاق كل الحدود !
فقد بالغ المشركون في تعذيب المسلمين وترويعهم وأذاقوهم من بأسهم ما لا عهد لهم به من قبل ، عند ذلك أمر رسول الله صلي الله عليه وسلم أصحابه بالخروج إلى المدينة والهجرة إليها واللحوق بإخوانهم من الأنصار وقال : "إن الله قد جعل لكم إخوانًا ودارًا تأمنون بها" .
فخرجوا إليها أرسلًا وأقام رسول الله صلى الله عليه وسلم بمكة ينتظر أن يأذن له ربه عز وجل في الهجرة والخروج إلى المدينة . وكان أول من هاجر إلى المدينة من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم من المهاجرين من قريش من بني مخزوم : أبا سلمة عبد الله بن عبد الأسد رضي الله عنه وكانت هجرته إليها من قبل بيعة العقبة بسنة حين آذته قريش بعد مرجعه من الحبشة .
اقرأ أيضا :أمهات المؤمنين ..السيدة زينب بنت خزيمة الهلالية رضي الله عنها (أم المساكين )
إن قصة خروج السيدة أم سلمة وزوجها رضي الله عنهما من مكة إلى المدينة لم تكن سهلة ميسرة وإنما كانت شاقة مرة خلفت وراءها مأساة عنيفة أليمة الوقع تهون دونها كل مأساة .. تروي أحداثها السيدة أم سلمة رضي الله عنها
فتقول : لما أجمع أبو سلمة الخروج إلى المدينة رحل بعيرًا له ثم حملني عليه وجعل معي ابني سلمة في حجري ثم خرج بي يقود بعيره فلما رآه رجال بني المغير ة ابن عبد الله بن عمر بن مخزوم قاموا إليه فقالوا :
هذه نفسك غلبتنا عليها أرأيت صاحبتنا هذه ؟ علام نتركك تسير فيها بالبلاد ؟!.. ونزعوا خطام البعير من يده وأخذوني منه .
فغضب عند ذلك بنو عبد الأسد – رهط أبي سلمة – وأهووا إلى أبي سلمة وقالوا : والله لا نترك ابننا عندها إذ نزعتموها من صاحبنا فتجاذبوا ابني سلمة حتى خلعوا يده وانطلق به بنو عبد الأسد وحبسني بنو المغيرة عندهم !!
وانطلق زوجي أبو سلمة حتى لحق بالمدينة ففرق بيني وبين زوجي وبين ابني فكنت أخرج كل غداة فأجلس بالأبطح فما أزال أبكي حتى أمسي سنة أو قريبًا منها حتى مر بي رجل من بني عمي من بني المغيرة فرأى ما في وجهي فرق لحالي ورحمني فقال لبنــي المغــيرة : ألا تخرجون هذه المسكينة ؟!.. فرقتم بينها وبين زوجها وبين ابنها !
وما زال بهم حتى قالوا لي : الحقي بزوجك إن شئت ِ .. ورد على بنو الأسد عند ذلك ابني فرحلت بعيري ووضعت ابني في حجري ثم خرجت أريد زوجي بالمدينة وما معي احد من خلق الله . فقلت : أتبلغ بمن لقيت حتى أقدم على زوجي حتى إذا كنت بالتنعيم لقيت عثمان بن طلحة بن أبي طلحة –أخا بني عبد الدار ـــ فقال : إلى أين يا بنت أبي أمية ؟
قلت : أريد زوجي بالمدينة .
فقال : هل معك أحــــد ؟
فقلت : ما معي أحــد إلا الله وابني هذا .
فقال : والله ما لك من مترك .. فأخذ من خطام البعير فانطلق معي يقودني.
فو الله ما صحبت رجلًا من العرب قط أراه كان أكــرم منه إذا يلغ المنزل أناخ بي ثم يستأخر عني حتى إذا نزلت استأخر ببعيري فحط عنه ثم قيده في شجرة ثم تنحى إلى شجرة أخرى فاظطجع تحتها فإذا دنا الرواح قام إلى بعيري فقدمه ورحله ثم استأخر عني وقال : اركبي .. فإذا ركبت واستويت على بعيري أتى فأخذ بخطامه فقادني حتى ننزل .
فلم يزل يصنع ذلك حتى قدم بي إلى المدينة فلما نظر إلى قرية بني عمرو بن عوف بقباء قال : إن زوجك بهذه القرية وكان أبو سلمة نازلًا بها ، فادخليها على بركة الله تعالى ثم انصرف راجعًا إلى مكة فكانت السيدة أم سلمة رضي الله عنها أول امرأة هاجرت إلى المدينة كما كانت من المهاجرات الأوائل إلى الحبشة .
إن قصة خروج السيدة أم سلمة وزوجها رضي الله عنهما من مكة إلى المدينة لم تكن سهلة ميسرة وإنما كانت شاقة مرة خلفت وراءها مأساة عنيفة أليمة الوقع تهون دونها كل مأساة .. تروي أحداثها السيدة أم سلمة رضي الله عنها
فتقول : لما أجمع أبو سلمة الخروج إلى المدينة رحل بعيرًا له ثم حملني عليه وجعل معي ابني سلمة في حجري ثم خرج بي يقود بعيره فلما رآه رجال بني المغير ة ابن عبد الله بن عمر بن مخزوم قاموا إليه فقالوا :
هذه نفسك غلبتنا عليها أرأيت صاحبتنا هذه ؟ علام نتركك تسير فيها بالبلاد ؟!.. ونزعوا خطام البعير من يده وأخذوني منه .
فغضب عند ذلك بنو عبد الأسد – رهط أبي سلمة – وأهووا إلى أبي سلمة وقالوا : والله لا نترك ابننا عندها إذ نزعتموها من صاحبنا فتجاذبوا ابني سلمة حتى خلعوا يده وانطلق به بنو عبد الأسد وحبسني بنو المغيرة عندهم !!
وانطلق زوجي أبو سلمة حتى لحق بالمدينة ففرق بيني وبين زوجي وبين ابني فكنت أخرج كل غداة فأجلس بالأبطح فما أزال أبكي حتى أمسي سنة أو قريبًا منها حتى مر بي رجل من بني عمي من بني المغيرة فرأى ما في وجهي فرق لحالي ورحمني فقال لبنــي المغــيرة : ألا تخرجون هذه المسكينة ؟!.. فرقتم بينها وبين زوجها وبين ابنها !
وما زال بهم حتى قالوا لي : الحقي بزوجك إن شئت ِ .. ورد على بنو الأسد عند ذلك ابني فرحلت بعيري ووضعت ابني في حجري ثم خرجت أريد زوجي بالمدينة وما معي احد من خلق الله . فقلت : أتبلغ بمن لقيت حتى أقدم على زوجي حتى إذا كنت بالتنعيم لقيت عثمان بن طلحة بن أبي طلحة –أخا بني عبد الدار ـــ فقال : إلى أين يا بنت أبي أمية ؟
قلت : أريد زوجي بالمدينة .
فقال : هل معك أحــــد ؟
فقلت : ما معي أحــد إلا الله وابني هذا .
فقال : والله ما لك من مترك .. فأخذ من خطام البعير فانطلق معي يقودني.
فو الله ما صحبت رجلًا من العرب قط أراه كان أكــرم منه إذا يلغ المنزل أناخ بي ثم يستأخر عني حتى إذا نزلت استأخر ببعيري فحط عنه ثم قيده في شجرة ثم تنحى إلى شجرة أخرى فاظطجع تحتها فإذا دنا الرواح قام إلى بعيري فقدمه ورحله ثم استأخر عني وقال : اركبي .. فإذا ركبت واستويت على بعيري أتى فأخذ بخطامه فقادني حتى ننزل .
فلم يزل يصنع ذلك حتى قدم بي إلى المدينة فلما نظر إلى قرية بني عمرو بن عوف بقباء قال : إن زوجك بهذه القرية وكان أبو سلمة نازلًا بها ، فادخليها على بركة الله تعالى ثم انصرف راجعًا إلى مكة فكانت السيدة أم سلمة رضي الله عنها أول امرأة هاجرت إلى المدينة كما كانت من المهاجرات الأوائل إلى الحبشة .

