موسى واليقين:
موسى عليه السلام هو كليم الله، وأحد أولي العزم من الرسل .
لما أرسله الله لاستنقاذ بني إسرائيل، فخرجوا في عدد صخم ليلا، وتبعهم فرعون ، حتى قاربوا البحر ،
قال تعالى ( فلما ترآى الجمعان قال أصحاب موسى إنا لمدركون، قال كلا إن معيَ ربي سيهدين ) سورة الشعراء .
فتأمل عظم يقينه، وحسن توكله على ربه، واطمئنان قلبه بالنصر والظهور( إن معي ربي سيهدين ) أي سيهديني الطريق، وسيفتح لي باب النجاة ، ويرد كيد المجرم في نحره...!
وتصور أن هذا اليقين نبت في ظرف عصيب، وملاحقة مميتة، وبحر ضخم مريج.... !
ومع ذلك أمره الله أن يضرب بعصاه البحر، فانفلق فكان كل فرق كالطود العظيم، أي كالجبل العظيم، وتتخللها الطرق والمسالك للعبور والنجاة، فنجا القوم وهلك القوم المجرمون .
فتذكر واستفد أن الله ناصر عباده، وأن العاقبة للمتقين، مهما كانت الأحداث والظروف، والمهم أن يستقر في القلوب يقيننا بوعد الله ونصره( وليُنصرن الله من ينصره ) واذا استقر ذلك في قلب القائد انتقل المعنى وسرى في أفئدة الاتباع، فحصل الإيمان والقوة .