ﻧﺴﺎء ﺻﻨﻌﻦ ﺃﺋﻤﺔ....تعرف عليهن

ﻧﺴﺎء ﺻﻨﻌﻦ ﺃﺋﻤﺔ....تعرف عليهن

يزخر التاريخ الإسلامي بنماذج مشرفة وأمهات رائعات استطعن أن يضعن أثرهن ويصنعن رجالا بحق.. هؤلاء الأمهات كان لهن دور فعال في بناء رجال وشخصيات عظيمة حفرت أسماءها عبر العصور، وتركن علامات فارقة في عدة مجالات مختلفة.
 حديثنا اليوم عن ﺍﻡ ﺍﻻﻣﺎﻡ ﻣﺎﻟﻚ ، وﺍﻡ ﺍﻻﻣﺎﻡ ﺍﻟﺸﺎﻓﻌﻲ ، وﺍﻡ ﺍﻻﻣﺎﻡ ﺍﺣﻤﺪ ﺑﻦ ﺣﻨﺒﻞ ،وﺍﻡ ﺍﻻﻣﺎﻡ ﺍﻟﺒﺨﺎﺭﻱ ﺭﺣﻤﺔ ﺍﻟﻠّﻪ ﻋﻠﻴﻬﻢ

١ - ﺃﻡ ﺍﻹﻣﺎﻡ ﻣﺎﻟﻚ

ﺍﻟﻌﺎﻟﻴﺔ ﺑﻨﺖ ﺷﺮﻳﻚ ﺑﻦ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﺮﺣﻤﻦ ﺍﻷﺳﺪﻳﺔ :
ﺩﻓﻌﺖ ﺍﺑﻨﻬﺎ ﻟﺤﻔﻆ ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ ﺍﻟﻜﺮﻳﻢ ﻓﺤﻔﻈﻪ، ﻭﺃﺭﺳﻠﺘﻪ ﺇﻟﻰ ﻣﺠﺎﻟﺲ ﺍﻟﻌﻠﻤﺎﺀ، ﻓﺄﻟﺒﺴﺘﻪ ﺃﺣﺴﻦ ﺍﻟﺜﻴﺎﺏ، ﻭﻋﻤﻤﺘﻪ، ﺛﻢ ﻗﺎﻟﺖ ﻟﻪ : " ﺍﺫﻫﺐ ﻓﺎﻛﺘﺐ ﺍﻵﻥ " .

ﻭﻟﻢ ﺗﻜﺘﻒِ ﺃﻣﻪ ﺑﺎﻟﻌﻨﺎﻳﺔ ﺑﻤﻈﻬﺮﻩ، ﺑﻞ ﻛﺎﻧﺖ ﺗﺨﺘﺎﺭ ﻟﻪ ﻣﺎ ﻳﺄﺧﺬﻩ ﻋﻦ ﺍﻟﻌﻠﻤﺎﺀ، ﻓﻘﺪ ﻛﺎﻧﺖ ﺗﻘﻮﻝ ﻟﻪ " : ﺍﺫﻫﺐ ﺇﻟﻰ ﺭﺑﻴﻌﺔ ﻓﺘﻌﻠﻢ ﻣﻦ ﺃﺩﺑﻪ ﻗﺒﻞ ﻋﻠﻤﻪ " ،

ﻓﺄﺻﺒﺢ ﺍﻹﻣﺎﻡ ﻣﺎﻟﻚ ﺟﺒﻼ ﻣﻦ ﺟﺒﺎﻝ ﺍﻟﻌﻠﻢ ﻭﻋﺎﻟﻢ ﺍﻟﻤﺪﻳﻨﺔ ﺍﻟﻨﺒﻮﻳﺔ ﻭﻣﻔﺘﻴﻬﺎ، ﻭﺃﺣﺪ ﺃﻛﺎﺑﺮ ﻋﻠﻤﺎﺀ ﺍﻷﻣﺔ ﺍﻹﺳﻼﻣﻴﺔ  .

٢ - ﺃﻡ ﺍﻹﻣﺎﻡ ﺍﻟﺸﺎﻓﻌﻲ

ﻣﺎﺕ ﺯﻭﺟﻬﺎ ﺑﻌﺪ ﺃﻥ ﻭُﻟِﺪَ ﺍﻟﺸﺎﻓﻌﻲ ﺑﺰﻣﻦ ﻗﺼﻴﺮ، ﻓﻨﺸﺄ ﺍﻟﺸﺎﻓﻌﻲ ﻳﺘﻴﻤًﺎ، ﻭﺃﺻﺒﺢ ﻣﺼﻴﺮﻩ ﻣﺮﺗﺒﻄًﺎ ﺑﺘﺼﺮُّﻑ ﺃﻣﻪ .

ﻭﻛﺎﻧﺖ ﺃﻡ ﺍﻟﺸﺎﻓﻌﻲ ﻓﺎﻃﻤﺔ ﺍﻻﺯﺩﻳﺔ ﻛﺎﻧﺖ ﺫﺍﺕ ﺣﺬﻕ ﻭﺫﻛﺎﺀ، ﻭﺗﻔﻘُّﻪ ﻓﻲ ﺍﻟﺪﻳﻦ، ﻭﻣﺜﻞ ﻫﺬﻩ ﺍﻷﻡ ﺍﻟﻔﺎﺿﻠﺔ ﻻ ﻳُﺘَﻮَﻗﻊ ﻣﻨﻬﺎ ﺇﻻ ﺃﻥ ﺗﺤﺴﻦ ﺭﻋﺎﻳﺔ ﻭﻟﻴﺪﻫﺎ، ﻭﺗﺴﻬﺮ ﻋﻠﻰ ﺗﻨﺸﺌﺘﻪ ﺗﻨﺸﺌﺔ ﺻﺎﻟﺤﺔ، ﻭﺗﺨﺘﺎﺭ ﻟﻪ ﺍﻟﻄﺮﻳﻖ ﺍﻟﻘﻮﻳﻢ .

ﺍﺭﺗﺤﻠﺖ ﺑﻪ ﺣﻴﻦ ﺑﻠﻎ ﻋﺎﻣﻴﻦ ﻣﻦ ﻋﻤﺮﻩ ﻣﻦ ﻏﺰَّﺓ - ﻣﺴﻘﻂ ﺭﺃﺱ ﺍﻟﺸﺎﻓﻌﻲ - ﺇﻟﻰ ﻣﻜﺔ، ﺣﻴﺚ ﺍﻟﻌﻠﻢ ﻭﺍﻟﻔﻀﻞ، ﻭﺣﻴﺚ ﺍﻟﺒﺎﺩﻳﺔ ﺣﻮﻟﻬﺎ، ﻭﺍﻟﺘﻲ ﻓﻴﻬﺎ ﻳﻘﻮَّﻡ ﻟﺴﺎﻥ ﺍﻟﻐﻼﻡ ﻭﺗﺼﺢ ﻟﻐﺘﻪ،

ﻓﺄﺻﺒﺢ ﺍﻹﻣﺎﻡ ﺍﻟﻌﻼﻣﺔ ﺍﻟﻔﻘﻴﻪ ﻭﺍﻟﺸﺎﻋﺮ ﺍﻟﻔﺼﻴﺢ ﻭﻣﻦ ﺃﺋﻤﺔ ﺍﻹﺳﻼﻡ ﻭﻫﻮ ﺛﻤﺮﺓ ﺟﻬﻮﺩ ﺗﻠﻚ ﺍﻟﻤﺮﺃﺓ ﺍﻟﻔﺎﺿﻠﺔ .

٣ - ﺃﻡ ﺍﻹﻣﺎﻡ ﺃﺣﻤﺪ ﺑﻦ ﺣﻨﺒﻞ

ﺻﻔﻴﺔ ﺑﻨﺖ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﻤﻠﻚ ﺍﻟﺸﻴﺒﺎﻧﻴﺔ :
ﻭﻟﺪ ﺍﻹﻣﺎﻡ ﺃﺣﻤﺪ ﻓﻲ ﺁﺧﺮ ﺍﻟﻘﺮﻥ ﺍﻟﺜﺎﻧﻲ ﻓﻲ ﺑﻐﺪﺍﺩ، ﻭﻋﺎﺵ ﻓﻲ ﺑﻴﺖٍ ﻓﻘﻴﺮ، ﻣﺎﺕ ﺃﺑﻮﻩ ﻭﻫﻮ ﻃﻔﻞ، ﻓﺘﻜﻔﻠﺖ ﺃﻣﻪ ﺑﺘﺮﺑﻴﺘﻪ .

ﻗﺎﻝ ﺃﺣﻤﺪ ﺭﺣﻤﻪ ﺍﻟﻠّﻪ : ﻓﺤﻔﻈﺘﻨﻲ ﺃﻣﻲ ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ ﻭﻋﻤﺮﻱ ﻋﺸﺮ ﺳﻨﻮﺍﺕ، ﻓﺤﻔﻆ ﻛﺘﺎﺏ ﺍﻟﻠّﻪ ﻭﺍﺳﺘﻮﻋﺎﻩ ﻓﻲ ﺻﺪﺭﻩ، ﺭﻋﺘﻪ ﻭﺍﻟﺪﺗﻪ ﺣﻖ ﺍﻟﺮﻋﺎﻳﺔ، ﻭﻗﺎﻝ ﺭﺣﻤﻪ ﺍﻟﻠّﻪ : ﻛﺎﻧﺖ ﺃﻣﻲ ﺗﻠﺒﺴﻨﻲ ﺍﻟﻠﺒﺎﺱ، ﻭﺗﻮﻗﻈﻨﻲ، ﻭﺗﺤﻤﻲ ﻟﻲ ﺍﻟﻤﺎﺀ ﻗﺒﻞ ﺻﻼﺓ ﺍﻟﻔﺠﺮ ﻭﺃﻧﺎ ﺍﺑﻦ ﻋﺸﺮ ﺳﻨﻮﺍﺕ .

ﻛﺎﻧﺖ ﺗﺘﺨﻤﺮ ﻭﺗﺘﻐﻄﻰ ﺑﺤﺠﺎﺑﻬﺎ ﻭﺗﺬﻫﺐ ﻣﻌﻪ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻤﺴﺠﺪ؛ ﻷﻧﻪ ﺑﻌﻴﺪ، ﻓﺎﻧﻈﺮﻭﺍ ﺭﺣﻤﻜﻢ ﺍﻟﻠّﻪ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻤﺮﺃﺓ ﺍﻟﺼﺎﻟﺤﺔ !

ﻗﺎﻝ : ﻓﻠﻤﺎ ﺑﻠﻐﺖ ﺍﻟﺴﺎﺩﺳﺔ ﻋﺸﺮﺓ ﻣﻦ ﻋﻤﺮﻱ، ﻗﺎﻟﺖ ﻟﻲ ﺃﻣﻲ : ﺍﺫﻫﺐ ﻓﻲ ﻃﻠﺐ ﺍﻟﺤﺪﻳﺚ، ﻓﺈﻥ ﺍﻟﺴﻔﺮ ﻓﻲ ﻃﻠﺐ ﺍﻟﺤﺪﻳﺚ ﻫﺠﺮﺓ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻠّﻪ ﺍﻟﻮﺍﺣﺪ ﺍﻷﺣﺪ، ﻗﺎﻝ : ﻓﺄﻋﻄﺘﻨﻲ ﻣﺘﺎﻉ ﺍﻟﺴﻔﺮ ﻋﺸﺮﺓ ﺃﺭﻏﻔﺔ ﺷﻌﻴﺮ، ﻭﻭﺿﻌﺖ ﻣﻌﻬﺎ ﺻﺮﺓ ﻣﻠﺢ، ﻭﻗﺎﻟﺖ : ﻳﺎ ﺑﻨﻲ ! ﺇﻥ ﺍﻟﻠّﻪ ﺇﺫﺍ ﺍﺳﺘُﻮﺩﻉ ﺷﻴﺌﺎً ﻻ ﻳﻀﻴﻌﻪ ﺃﺑﺪﺍً، ﻓﺄﺳﺘﻮﺩﻋﻚ ﺍﻟﻠّﻪ ﺍﻟﺬﻱ ﻻ ﺗﻀﻴﻊ ﻭﺩﺍﺋﻌﻪ،

ﻓﺄﺻﺒﺢ ﺍﻟﻌﺎﻟﻢ ﺍﻟﻤﺤﺪﺙ ﺍﻟﻔﻘﻴﻪ ﺍﻟﺸﺠﺎﻉ ﻓﻲ ﺍﻟﺤﻖ ﻭﺇﻣﺎﻣﺎ ﻣﻦ ﺃﺋﻤﺔ ﺍﻟﺴﻨﺔ .

٤ - ﺃﻡ ﺍﻹﻣﺎﻡ ﺍﻟﺒﺨﺎﺭﻱ

ﻭﻟﺪ ﺍﻹﻣﺎﻡ ﺍﻟﺒﺨﺎﺭﻱ ﺭﺣﻤﻪ ﺍﻟﻠﻪ ‏( 194 ﻫـ ‏) ﺑﺒﻠﺪﺓ ﺑﺨﺎﺭﻯ . ﻣﺎﺕ ﺃﺑﻮﻩ ﻭﻫﻮ ﺻﻐﻴﺮ ﻓﻜﻔﻠﺘﻪ ﺃﻣﻪ ﻭﺃﺣﺴﻨﺖ ﺗﺮﺑﻴﺘﻪ .
ﺫﻫﺒﺖ ﻋﻴﻨﺎﻩ ﻓﻲ ﺻﻐﺮﻩ، ﻓﺮﺃﺕ ﻭﺍﻟﺪﺗﻪ ﺍﻟﺨﻠﻴﻞ ﺇﺑﺮﺍﻫﻴﻢ ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻟﺴﻼﻡ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﻨﺎﻡ، ﻓﻘﺎﻝ ﻟﻬﺎ : " ﻳﺎ ﻫﺬﻩ ! ﻗﺪ ﺭﺩ ﺍﻟﻠّﻪ ﻋﻠﻰ ﺍﺑﻨﻚ ﺑﺼﺮﻩ ﺑﻜﺜﺮﺓ ﺩﻋﺎﺋﻚ " ﻓﺄﺻﺒﺢ ﻭﻗﺪ ﺭﺩ ﺍﻟﻠّﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﺑﺼﺮﻩ، ﻓﺘﺒﺪﻝ ﺣﺰﻧﻬﺎ ﺳﺮﻭﺭﺍ، ﻭﻛﺎﻧﺖ ﺃﻣﻪ ﻛﺜﻴﺮﺓ ﺍﻟﺪﻋﺎﺀ ﻟﻪ ﻭﺍﻟﺒﻜﺎﺀ ﻋﻠﻴﻪ .
ﺭﺑﺘﻪ ﺃﻣﻪ ﺃﺣﺴﻦ ﺗﺮﺑﻴﺔ، ﻛﺎﻧﺖ ﺗﺬﻫﺐ ﺑﻪ ﻟﻠﻤﺴﺠﺪ، ﻭﻛﺎﻧﺖ ﺗﺮﺳﻠﻪ ﻟﻠﻌﻠﻤﺎﺀ ﻭﺣﻠﻘﺎﺕ ﺍﻟﻌﻠﻢ،
ﻓﺄﺻﺒﺢ ﺍﻟﺤﺎﻓﻆ ﺍﻟﻔﺬ ﺇﻣﺎﻡ ﺍﻟﺤﺪﻳﺚ ﻭﺻﺎﺣﺐ ﺃﺻﺢ ﻛﺘﺎﺏ ﻓﻲ ﺍﻟﺪﻧﻴﺎ ﺑﻌﺪ ﻛﺘﺎﺏ ﺍﻟﻠّﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ .

شارك برأيك

مرحبا بالاصدقاء الاعزاء
يسعدنى زيارتكم وارجو التواصل دائما
Hello dear "friends
I am glad your visit and I hope always to communicate

TvQuran
,