ما حكم الاحتفال بالهجرة النبوية ؟ ..الإفتاء تجيب

ما حكم الاحتفال بالهجرة النبوية ؟ ..الإفتاء تجيب
أكدت دار الإفتاء المصرية، أن الهجرة النبوية تمثل حدثًا فريدًا في تاريخ البشرية يتجاوز حدود الزمان والمكان، فقد احتوت على المعاني الإيمانية والإنسانية العظيمة ومظاهر الرحمة الإلهية.

وأوضحت الدار في فيديو موشن جرافيك أنتجته وحدة الرسوم المتحركة بها، أن أحداث الهجرة النبوية المشرفة أكدت على أهمية حسن الظن بالله والتوكل عليه وتجريد الإخلاص له سبحانه، وإظهار أهمية التخطيط والأخذ بالأسباب وعدم إهمال السنن الكونية في تحقيق الأهداف.

وأضافت الدار أن الهجرة النبوية أرشدتنا إلى أهمية هجرة المعاصي، ومخالفة الهوى، وترك العادات المذمومة، والعمل على تقوية إرادة الإنسان وعزيمته.

ولفتت إلى أن الهجرة النبوية أظهرت منزلة حب الوطن وألم مفارقته، وأنتجت قيم العمل والمثابرة والتعاون والتآخي والصبر لبناء المجتمع، والتعايش والمحبة مع الآخر واحترام العقائد.

واختتمت الدار الفيديو برسالة وجهتها إلى جموع المسلمين في مشارق الأرض ومغاربها فالت فيها: "فلنجعل من ذكرى هجرة النبي -صلى الله عليه وسلم- نموذجًا إيمانيًّا للارتقاء والقرب من الله وتطهير النفس وبناء الأوطان".

أكد الدكتور علي جمعة، مفتى الجمهورية السابق، أن الاحتفال بالمناسبات الدينية المختلفة مثل الهجرة النبوية والمولد النبوى وغيرها، وذلك باجتماع نخبة من المشايخ والعلماء لإلقاء بعض المحاضرات الدينية لهذه المناسبات، مع إقامة بعض المسابقات والابتهالات الدينية فهذا أمر مرغب فيه ما لم تشتمل على ما يُنْهَى عنه شرعًا.

وأضاف «جمعة» في إجابته عن سؤال: «ما حكم الاحتفال بالهجرة النبوية؟»، أنه قد ورد فى الشرع الشريف بالأمر بالتذكير بأيام الله تعالى في قوله عز وجل: «وَذَكِّرْهُمْ بِأَيَّامِ اللَّهِ»، [إبراهيم: 5]، وجاءت السنة الشريفة بذلك؛ ففي صحيح مسلم «أن النبي - صلى الله عليه وآله وسلم- كان يصوم يوم الاثنينمن كل أسبوع ويقول: ذَاكَ يَوْمٌ وُلِدْتُ فِيهِ».

وتابع: وفي الصحيحين عن ابن عباس -رضي الله عنهما- قال: «إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ -صلى الله عليه وآله وسلم- قَدِمَ الْمَدِينَةَ فَوَجَدَ الْيَهُودَ صِيَامًا يَوْمَ عَاشُورَاءَ، فَقَالَ لَهُمْ: مَا هَذَا الْيَوْمُ الَّذِي تَصُومُونَهُ؟، فَقَالُوا: هَذَا يَوْمٌ عَظِيمٌ؛ أَنْجَى اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ فِيهِ مُوسَى وَقَوْمَهُ وَغَرَّقَ فِيهِ فِرْعَوْنَ وَقَوْمَهُ، فَصَامَهُ مُوسَى شُكْرًا، فَنَحْنُ نَصُومُهُ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وآله وسلم-: فَنَحْنُ أَحَقُّ وَأَوْلَى بِمُوسَى مِنْكُمْ»، فَصَامَهُ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وآله وسلم- وَأَمَرَ بِصِيَامِهِ.

وأوضح أن الاحتفال بالمناسبات الدينية ومنها الهجرة النبوية على الصورة المذكورة أمر مشروع لا كراهة فيه ولا ابتداع، بل هو من تعظيم شعائر الله تعالى: «وَمَنْ يُعَظِّمْ شَعَائِرَ اللَّهِ فَإِنَّهَا مِنْ تَقْوَى الْقُلُوبِ» [الحج: 32].

حث الدكتور علي جمعة، مفتي الجمهورية السابق، قبل العام الهجري الجديد على تذكر دروس الهجرة وأحاديثها، ومنها قول النبي -صلى الله عليه وسلم-: «لاَ هِجْرَةَ بَعْدَ الْفَتْحِ وَلَكِنْ جِهَادٌ وَنِيَّةٌ، وَإِذَا اسْتُنْفِرْتُمْ فَانْفِرُوا» (أخرجه البخاري).

وأوضح «جمعة» في فتوى له، أنه بعد فتح مكة، خرجت من عبادة الأوثان ودخلت في التوحيد الخالص فلم يعد هناك حاجة للفرار بالدين منها إلى المدينة المنورة كهجرة إيمان أو إلى الحبشة من قبل كهجرة أمن، فقد آمن الناس وشعروا جميعا بالأمن.

شارك برأيك

مرحبا بالاصدقاء الاعزاء
يسعدنى زيارتكم وارجو التواصل دائما
Hello dear "friends
I am glad your visit and I hope always to communicate

TvQuran
,