بقلم
أ.د. محمد نبيل جامع
أستاذ علم اجتماع التنمية بجامعة الإسكندرية
أيها المصري العتيد، هل سندع أمريكا، التي نُحب شعبَها الذي تقهره أقلية متوحشة من رجال المال والأعمال والتطرف اليميني الصليبي؟ هل سندعها تنهش لحومنا وتدك عظامنا من أجل سيادة هذه الأقلية الطاغية على العالم كله؟ هل سنتركها وخادمتها إسرائيل يأكلان لحومنا موتى؟ وهل سنترك الإخوان المسلمين وبقية المتطرفين الدينيين في غفلتهم وهم يتحالفون مع أمريكا وإسرائيل لتؤكل لحومهم أيضا معنا؟ هل يُصدق الإخوان والمتطرفون الدينيون أن التحالف مع أمريكا وإسرائيل سيضمن لهم سلطة حكم مصر ليشكلوا حلمهم الأهطل المتمثل في الدولة الدينية ثم الخلافة ثم أستاذية العالم؟ هل يصدق هؤلاء أنهم سيمتلكون وسائل القوة والغلبة من إبداع عقلي وعلم دنيوي وتكنولوجيا قاهرة وأسلحة فتاكة يقهرون بها العالم ويتأستذون عليه؟
ثم أيها المصري العتيد، هل سنترك من أجهضوا ثورتنا الحبيبة (ثورة العشرين مليونا في الحركة) وهم أمريكا والمجلس العسكري والإخوان المسلمون يستمرون في القضاء على ما تبقى من روح وإلهام ثوري وريحان الشهداء وعطر المصابين، ويستمرون في القضاء على أمن المحروسة التي تحتضر في هذه الأيام السوداء؟
ولكي أؤكد لك أيها المصري العتيد ما أقول، دعني أذكر مثالا واحدا فقط، ولكنه هو الأخطر لأنه السلاح الفتاك والأسلوب الفعال للقضاء على وحدة الدولة وتفتيتها، وصلابة المجتمع، وفعالية التنمية والبناء والإعمار، ألا وهو الفتنة الطائفية الدينية، التي حذرت منها منذ اندلاع الثورة الحبيبة مخاطبا الإخوان المسلمين بصورة خاصة. ولاحظ أيها المصري العتيد أننا إذا ما شفينا من هذا الداء فإننا نكون قد فَوًتْنا الفرصة على أعداء مصر وأعداء حرية شعبها ورفاهته وكرامته وديمقراطيته وعدالته الاجتماعية، وحافظنا على سيناء التي قد تصبح يتيمة الأب والأم.
هذا المثال تَمَثًل الآن في شَقً المجتمع إلى نصفين متضادين كارهين عدوين، وذلك إلى نصف هو "الإسلاميون" ونصف آخر هو "العلمانيون"، أي أهل الجنة وأهل الجحيم، أي حزب الله وحزب الشيطان. ونظرا لأننا لمن نتعلم، ولم نتثقف، فقد صدًق شعبنا البسيط وشبابه المغيب اليائس هذا الانشقاق وانساق الشعب البائس في تصديق هذه الخرافة الفتانة، وابتلع تلك السموم اللعينة فصرنا نترنح الآن ما بين الكآبة واليأس والكفر بالثورة واللعن للمثقفين وللنخبة والإعلام والأزهر والأوقاف وصب الحمم على العديد من كباش الفداء البريئة.
أيها المصري العتيد، هل أنت ديني أم علماني؟ طبعا عندما يُترجم السؤال ليكون أكثر تحديدا يصبح "هل أنت إسلامي (أو مسيحي) أم علماني؟ فالعلمانية أو "السكلرة" نقيضها هو "الدينية". أريدك أيها القارئ الحبيب أن تتصور أن الدينية والعلمانية شيئان متطرفان لدرجة أنهما خياليان، أو أمثلان غيرَ واقعيين، أو ذووا خصائص نقية للغاية لدرجة أنه لا يشوب أي منهما أي شائبة من الطرف الآخر. شيئان متطرفان، متمانعان، لا يعرفان الوسطية، ومن ثم فهما أعداء للدين الإسلامي الذي قال الله عنه أنه دين وسطي لأمة وسطية (وَكَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطاً..الآية البقرة 143). ولنذكر في النقاط التالية خصائص الدينية (التطرف الديني) وخصائص العلمانية (التطرف العلماني) ومن بعدهما خصائص الوسطية.
1. الدينية، المرجعية فيها إلى العقيدة المقدسة. والعلمانية، المرجعية فيها إلى العلم والمنطق العلمي. أما الوسطية، فالمقدس فيها يعطي معنى للحياة، والعلم فيها يحفظ للمقدس قدسيته.
2. الدينية، الروح فيها هي وعاء المقدس. والعلمانية، الجسد فيها هو وعاء العلماينة. أما الوسطية، فالجسد فيها هو وعاء الروح والروح هي حياة الجسد.
3. الدينية، ترتبط بالمساجد والأديرة والكنائس والمعابد. والعلمانية، ترتبط بالمدارس والجامعات ومؤسسات البحث العلمي. أما الوسطية، ففي الوقت الذي تؤمن فيه بمؤسسات العلم فهي تؤمن أن المساجد والأديرة والكنائس هي التي تحافظ على المقدس.
4. الدينية، أبدية غير متغيرة. والعلمانية، تتغير بتغير الظروف. أما الوسطية فالمقدس فيها أبدي لارتباطه بالعلمانية، والعلمانية فيها تحافظ على القدسي.
5. الدينية تستخدم نظم الجزاء الدينية المقدسة فقط. والعلمانية تخضع للقوانين الوضعية فقط. أما الوسطية فتخضع للقوانين الوضعية المستمدة من المبادئ الدينية.
6. الدينية، تسيطر فيه المؤسسة الدينية على السياسة (الحكومة) والاقتصاد والتعليم والأسرة. والعلمانية، تسيطر فيها القوانين على مؤسسات الدين والحكومة والأسرة والاقتصاد والتعليم. أما الوسطية فتسيطر فيها الحكومة الرشيدة على مؤسسات الأسرة والتعليم والاقتصاد والدين.
7. الدينية، قياداتها طاهرون مطاعون موقرون مهابون (السمع والطاعة). والعلمانية، قياداتها خاضعون للمكانة الاجتماعية المكتسبة. أما الوسطية، فقياداتها عادلون شفافون مُحَاسَبون خادمون للرعية.
8. الدينية، الانتماء فيها إلى الطوائف الدينية Cults. والعلمانية، الانتماء فيها إلى الذات والمصلحة الخاصة. أما الوسطية، فالانتماء فيه إلى المجتمع أو الدولة.
الخلاصة: نحن المصريين، دَرَجْنا، والحمد لله، على أن نكون وسطيين، نكره التطرف الديني بلا كهنوت ولا قداسة ولا خرافات ولا انفعالات، متسامحين متآلفين بين مختلف دياناتنا، وفي نفس الوقت نكره الإلحاد والأنانية والحرية الطائشة غير المسئولة. الأكرم فينا هو الأكثر تمسكا بالوسطية، الصوفي منا ينحو قليلا تجاه القطب الديني، واللبرالي فينا ينحو قليلا نحو القطب العلماني، فلنبتعد عن نبذ بعضنا بالألقاب أيا كانت "إسلاميا، لبراليا، علمانيا، يساريا" ولنكن دائما في رباط إلى يوم الدين نحن وأزواجنا كما قال عنا الحبيب المصطفى عليه الصلاة والسلام، وليتق الله فينا هؤلاء الدينيون المتطرفون المتنطعون الذين ما ينفذون إلا خطة الصهيونية الصليبية المتطرفة لتفتيت مصر والمنطقة والشرق الأوسط حتى يظل الجميع عبيدا لطواغيت الغرب الذين طغوا في البلاد فأكثروا فيها الفساد.
أ.د. محمد نبيل جامع
أستاذ علم اجتماع التنمية بجامعة الإسكندرية
أيها المصري العتيد، هل سندع أمريكا، التي نُحب شعبَها الذي تقهره أقلية متوحشة من رجال المال والأعمال والتطرف اليميني الصليبي؟ هل سندعها تنهش لحومنا وتدك عظامنا من أجل سيادة هذه الأقلية الطاغية على العالم كله؟ هل سنتركها وخادمتها إسرائيل يأكلان لحومنا موتى؟ وهل سنترك الإخوان المسلمين وبقية المتطرفين الدينيين في غفلتهم وهم يتحالفون مع أمريكا وإسرائيل لتؤكل لحومهم أيضا معنا؟ هل يُصدق الإخوان والمتطرفون الدينيون أن التحالف مع أمريكا وإسرائيل سيضمن لهم سلطة حكم مصر ليشكلوا حلمهم الأهطل المتمثل في الدولة الدينية ثم الخلافة ثم أستاذية العالم؟ هل يصدق هؤلاء أنهم سيمتلكون وسائل القوة والغلبة من إبداع عقلي وعلم دنيوي وتكنولوجيا قاهرة وأسلحة فتاكة يقهرون بها العالم ويتأستذون عليه؟
ثم أيها المصري العتيد، هل سنترك من أجهضوا ثورتنا الحبيبة (ثورة العشرين مليونا في الحركة) وهم أمريكا والمجلس العسكري والإخوان المسلمون يستمرون في القضاء على ما تبقى من روح وإلهام ثوري وريحان الشهداء وعطر المصابين، ويستمرون في القضاء على أمن المحروسة التي تحتضر في هذه الأيام السوداء؟
ولكي أؤكد لك أيها المصري العتيد ما أقول، دعني أذكر مثالا واحدا فقط، ولكنه هو الأخطر لأنه السلاح الفتاك والأسلوب الفعال للقضاء على وحدة الدولة وتفتيتها، وصلابة المجتمع، وفعالية التنمية والبناء والإعمار، ألا وهو الفتنة الطائفية الدينية، التي حذرت منها منذ اندلاع الثورة الحبيبة مخاطبا الإخوان المسلمين بصورة خاصة. ولاحظ أيها المصري العتيد أننا إذا ما شفينا من هذا الداء فإننا نكون قد فَوًتْنا الفرصة على أعداء مصر وأعداء حرية شعبها ورفاهته وكرامته وديمقراطيته وعدالته الاجتماعية، وحافظنا على سيناء التي قد تصبح يتيمة الأب والأم.
هذا المثال تَمَثًل الآن في شَقً المجتمع إلى نصفين متضادين كارهين عدوين، وذلك إلى نصف هو "الإسلاميون" ونصف آخر هو "العلمانيون"، أي أهل الجنة وأهل الجحيم، أي حزب الله وحزب الشيطان. ونظرا لأننا لمن نتعلم، ولم نتثقف، فقد صدًق شعبنا البسيط وشبابه المغيب اليائس هذا الانشقاق وانساق الشعب البائس في تصديق هذه الخرافة الفتانة، وابتلع تلك السموم اللعينة فصرنا نترنح الآن ما بين الكآبة واليأس والكفر بالثورة واللعن للمثقفين وللنخبة والإعلام والأزهر والأوقاف وصب الحمم على العديد من كباش الفداء البريئة.
أيها المصري العتيد، هل أنت ديني أم علماني؟ طبعا عندما يُترجم السؤال ليكون أكثر تحديدا يصبح "هل أنت إسلامي (أو مسيحي) أم علماني؟ فالعلمانية أو "السكلرة" نقيضها هو "الدينية". أريدك أيها القارئ الحبيب أن تتصور أن الدينية والعلمانية شيئان متطرفان لدرجة أنهما خياليان، أو أمثلان غيرَ واقعيين، أو ذووا خصائص نقية للغاية لدرجة أنه لا يشوب أي منهما أي شائبة من الطرف الآخر. شيئان متطرفان، متمانعان، لا يعرفان الوسطية، ومن ثم فهما أعداء للدين الإسلامي الذي قال الله عنه أنه دين وسطي لأمة وسطية (وَكَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطاً..الآية البقرة 143). ولنذكر في النقاط التالية خصائص الدينية (التطرف الديني) وخصائص العلمانية (التطرف العلماني) ومن بعدهما خصائص الوسطية.
1. الدينية، المرجعية فيها إلى العقيدة المقدسة. والعلمانية، المرجعية فيها إلى العلم والمنطق العلمي. أما الوسطية، فالمقدس فيها يعطي معنى للحياة، والعلم فيها يحفظ للمقدس قدسيته.
2. الدينية، الروح فيها هي وعاء المقدس. والعلمانية، الجسد فيها هو وعاء العلماينة. أما الوسطية، فالجسد فيها هو وعاء الروح والروح هي حياة الجسد.
3. الدينية، ترتبط بالمساجد والأديرة والكنائس والمعابد. والعلمانية، ترتبط بالمدارس والجامعات ومؤسسات البحث العلمي. أما الوسطية، ففي الوقت الذي تؤمن فيه بمؤسسات العلم فهي تؤمن أن المساجد والأديرة والكنائس هي التي تحافظ على المقدس.
4. الدينية، أبدية غير متغيرة. والعلمانية، تتغير بتغير الظروف. أما الوسطية فالمقدس فيها أبدي لارتباطه بالعلمانية، والعلمانية فيها تحافظ على القدسي.
5. الدينية تستخدم نظم الجزاء الدينية المقدسة فقط. والعلمانية تخضع للقوانين الوضعية فقط. أما الوسطية فتخضع للقوانين الوضعية المستمدة من المبادئ الدينية.
6. الدينية، تسيطر فيه المؤسسة الدينية على السياسة (الحكومة) والاقتصاد والتعليم والأسرة. والعلمانية، تسيطر فيها القوانين على مؤسسات الدين والحكومة والأسرة والاقتصاد والتعليم. أما الوسطية فتسيطر فيها الحكومة الرشيدة على مؤسسات الأسرة والتعليم والاقتصاد والدين.
7. الدينية، قياداتها طاهرون مطاعون موقرون مهابون (السمع والطاعة). والعلمانية، قياداتها خاضعون للمكانة الاجتماعية المكتسبة. أما الوسطية، فقياداتها عادلون شفافون مُحَاسَبون خادمون للرعية.
8. الدينية، الانتماء فيها إلى الطوائف الدينية Cults. والعلمانية، الانتماء فيها إلى الذات والمصلحة الخاصة. أما الوسطية، فالانتماء فيه إلى المجتمع أو الدولة.
الخلاصة: نحن المصريين، دَرَجْنا، والحمد لله، على أن نكون وسطيين، نكره التطرف الديني بلا كهنوت ولا قداسة ولا خرافات ولا انفعالات، متسامحين متآلفين بين مختلف دياناتنا، وفي نفس الوقت نكره الإلحاد والأنانية والحرية الطائشة غير المسئولة. الأكرم فينا هو الأكثر تمسكا بالوسطية، الصوفي منا ينحو قليلا تجاه القطب الديني، واللبرالي فينا ينحو قليلا نحو القطب العلماني، فلنبتعد عن نبذ بعضنا بالألقاب أيا كانت "إسلاميا، لبراليا، علمانيا، يساريا" ولنكن دائما في رباط إلى يوم الدين نحن وأزواجنا كما قال عنا الحبيب المصطفى عليه الصلاة والسلام، وليتق الله فينا هؤلاء الدينيون المتطرفون المتنطعون الذين ما ينفذون إلا خطة الصهيونية الصليبية المتطرفة لتفتيت مصر والمنطقة والشرق الأوسط حتى يظل الجميع عبيدا لطواغيت الغرب الذين طغوا في البلاد فأكثروا فيها الفساد.
I in addition to my friends have been looking at the good advice located on the blog and suddenly got a terrible feeling I never expressed respect to you for them. These women were definitely stimulated to read through all of them and already have in reality been using these things. We appreciate you actually being so considerate and also for deciding on such great things most people are really wanting to be aware of. Our own sincere apologies for not expressing gratitude to earlier.
[url=http://remiaso.sws2011.com] pay day loans[/url]
pay day loans