السيرة النبوية الشريفة : سيرة سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم (الحلقة الثامنة عشر )

السيرة النبوية الشريفة : سيرة سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم (الحلقة  الثامنة عشر )

فلما رأى رسول الله  ذلك أرسل عثمان بن عفان إلى أبي سفيان سَيِّد مكة يُخبره أنهم لم يأتوا للقتال وإنما للعمرة.

 فلما وصل عثمان إلى أبي سفيان، رَحَّب به ، وقال له: امكث عندنا حتى نَرى رأينا، فوصل الخبر للنبي  أن عثمان قُتِل .

 فلما رأى رسول الله  ذلك أمر أصحابه بالبيعة ، وكان رسول الله جالساً تحت شجرة ، وعُرفت هذه البيعة ” ببيعة الرضوان “. وسُميت بذلك لأن الله سبحانه رضي عنهم ، فقال سبحانه : ” لقد رضي الله عن المؤمنين إذ يُبايعونك تحت الشجرة “.

وعدد من شَهد ” بيعة الرضوان ” على أرجح الروايات (1400) من خيرة أصحاب رسول الله  من المهاجرين والأنصار .

 بعضهم بايع رسول الله  على الموت ، وبعضهم بايعه على عدم الفرار من المعارك ، وهي أعظم بيعة وقعت في الإسلام .
يَكفي في فضل ” بيعة الرضوان ” أن الله رضي عن أصحابها .

 جاء في فضل من شهد بيعة الرضوان أحاديث ، منها قول رسول الله :” ليدخُلنَّ الجنة من بايع تحت الشجرة “. رواه الترمذي.

 قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :” لا يدخل النار أحدٌ ممن بايع تحت الشجرة “. رواه الإمام أحمد في مسنده.

قال رسول الله :” لا يدخل النار إن شاء الله مِن أصحاب الشجرة أحدُ الذين بايعوا تحتها “. رواه الإمام مسلم.

و قال جابر بن عبدالله رضي الله عنهما قال لنا رسول الله يوم الحديبية :” أنتم خير أهل الأرض “. متفق عليه .

ثم بايع رسول الله نفسه نيابة عن عثمان رضي الله عنه ، فضرب بيده اليُمنى على اليُسرى وقال :” هذه لعثمان “.

وبهذا نال عثمان رضي الله عنه شَرف هذه البيعة العظيمة .قال أنس : فكانت يَد رسول الله لعثمان خيراً من أيدينا لأنفسنا .

 لما علمت قريش ببيعة أصحاب النبي  خافوا ، ورغبوا بالصلح ، فأرسلوا سُهيل بن عمرو يفاوض رسول الله .

وتم الاتفاق على التالي: يَرجع المسلمون هذا العام فلا يَدخلون مكة ، ويَدخلونها العام القادم ، فَيُقيموا فيها 3 أيام.

 *من أحب من القبائل أن يَدخل في حِلْف وعهد محمد -فله ذلك ، ومن أحب أن يَدخل في حِلْف وعقد قريش فله ذلك.

*من أتى محمدا  مسلما يُرد إلى قريش ، ومن أتى قريشا مُرتدا عن الإسلام لا يُرد إلى محمد  ، وهذا كان أشد بنودها على المسلمين.

* وضع الحرب بين الطرفين – المسلمين وقريش – 10 سنين ، يأمن فيهن الناس ، ويكف بعضهم عن بعض .
اقرأ أيضا :السيرة النبوية الشريفة : سيرة سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم (الحلقة السابعة عشر )
 بعدما تم الصلح ، واتفق الطرفان عليه ، أمر رسول الله  أصحابه بالتحلل من إحرامهم بنحر هَديهم وحَلْقِ رؤوسهم .

فمن شدة غضب الصحابة على عدم دخولهم مكة لأداء العمرة لم يَقُم منهم أحد ، ولم يَتحلل منهم أحد .

 ثم دخل رسول الله  على أم المؤمنين أم سلمة رضي الله عنها وأخبرها خبر الصحابة ، وكيف أنهم لم يأتمروا أمره .

 فقالت له رضي الله عنها : يارسول الله ٱخرج عليهم ثم ٱدعُ حالقك ، فليحلق لك ، فخرج رسول الله عليهم ، فحلق رأسه الشريف خِراش بن أُمية رضي الله عنه ، فلما رأى الصحابة ذلك عرفوا أن الأمر انتهى ، فتحللوا رضي الله عنهم .

 ثم نحر رسول الله هديه ، ونحر الصحابة رضي الله عنهم ، فهذه عمرة الحديبية الشهيرة ، والتي تم فيها الصلح مع قريش .

 ثم رجع رسول الله  ومن معه من جيشه البالغ 1400 مقاتل من أصحابه إلى المدينة ، فنزلت عليه سورة الفتح وهو في الطريق .

 ففرح بها النبي  فرحاً عظيماً ، وقال : ” لقد أُنزلت علي آية هي أحبُّ إليَّ من الدنيا جميعاً “. رواه الإمام مسلم .

قال الله تعالى :” إنا فتحنا لك فتحا مبينا ليغفر لك الله ما تقدم من ذنبك وما تأخر ويتم نعمته عليك ويهديك صراطا مستقيما “

 قال الإمام الطحاوي : أجمع الناس أن الفتح المذكور في الآية ” إنا فتحنا لك فتحاً مبيناً ” هو صُلح الحُديبية .

شارك برأيك

مرحبا بالاصدقاء الاعزاء
يسعدنى زيارتكم وارجو التواصل دائما
Hello dear "friends
I am glad your visit and I hope always to communicate

TvQuran
,