السيرة النبوية الشريفة : سيرة سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم (الحلقة السابعة عشر )

السيرة النبوية الشريفة : سيرة سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم (الحلقة السابعة عشر )

خلَّد الله سبحانه وتعالى غزوة الخندق في كتابه الكريم فأنزل في شأنها آيات كثيرة من سورة الأحزاب ، من بداية الآية 9 حتى اﻵية 27.

و أخذ رسول الله  يُوجه حملات تأديبية إلى القبائل التي شاركت في غزوة الخندق، ويَشنّ عليها السرية تلو السرية.
و في ربيع الأول من السنة السادسة للهجرة خرج رسول الله  في غزوة بني لِحيان، فَشنَّ عليهم هجوما فتفرقوا مِن كل مكان ،و بعث رسول الله  سرية بقيادة عُكاشة بن مِحصن لبني أسد ففروا منه وتفرقوا.
كما بعث رسول الله  سرية بقيادة محمد بن مسلمة لبني ثعلبة من غطفان ، وذلك في ربيع الآخر من السنة السادسة للهجرة، وحدث بينهم قتال .

وبعث أيضا سرية بقيادة أبي عبيدة بن الجراح وذلك في ربيع الآخر من السنة السادسة للهجرة إلى ذي القَصَّة ، فأغار عليهم وَغنِم منهم.كما بعث رسول الله  زيد بن حارثة في سرية إلى بني سُليم، وغَنِم منهم ، ورجع سالما بمن معه، وذلك في ربيع الآخر من السنة السادسة للهجرة.
و في جمادى الأولى من السنة السادسة للهجرة بعث رسول الله  سرية بقيادة زيد بن حارثة، والهدف اعتراض قافلة لقريش، فأدركوها وأخذوا كل ما فيها، وأسروا كل من فيها ، ومن بين الأسرى أبو العاص بن الربيع زوج زينب بنت النبي ، وكان مازال مشركا .
وأجارت زينب بنت النبي  زوجها، فأطلق رسول الله كل الأسرى وردوا عليه ماله .
و رجع أبو العاص بن الربيع إلى مكة وأرجع لأهل مكة أموالهم التي كانت في القافلة، ثم أسلم ، وهاجر إلى المدينة.
وفي ذي القعدة من السنة السادسة للهجرة أخبر رسول الله أصحابه أنه يُريد العمرة وأنه رَأى رُؤيا في منامه أنه دخل مكة هو وأصحابه آمنين ومُحلقين.
ففرح الصحابة بذلك ، وتهيؤوا للخروج معه ، واستنفر رسول الله  الأعراب من البوادي ممن أسلم ليخرجوا معه .
فأبطأ عليه الأعراب ، واعتذروا بأعذار واهية ، كشفها الله في القرآن في سورة الفتح آية ( ١١ ) وما بعدها .
وخرج رسول الله من المدينة مُتوجها إلى مكة ، ومعه ١٤٠٠ رجل من أصحابه ، ومعه زوجته أم سلمة هند بنت أبي أمية .
ولم يخرج رسول الله  معه سلاحا إلا سلاح المسافر وهي السيوف في القرب – وهي الأغماد – ، وساق معه الهدي ٧٠ ناقة .
وصل رسول الله  إلى مِيقات ذي الحُليفة ، وهو مِيقات أهل المدينة ، ولبس إحرامه ولَبَّى بالعُمْرَة ، وتوجه إلى مكة .

وصل إلى قريش خبر قدوم رسول الله  إلى مكة لأداء العُمْرَة ، فقالوا :” والله مايدخلها علينا “. وجَهَّزوا كتيبة بقيادة خالد بن الوليد رضي الله عنه – وكان مازال مشركاً – لصَدِّ المسلمين عن دخول مكة .
وصل رسول الله  إلى منطقة عُسْفان ، وإذا بكتيبة خالد بن الوليد أمامه، وحانت صلاة العصر، فنزل الوحي بتشريع صلاة الخوف، فكانت أول صلاة خوف صُليت في الإسلام كانت في غزوة الحُديبية.
 ثم إن رسول الله تَفادى الاصطدام مع خيل الكفار ، فقال لأصحابه :” مَنْ يَخرج بِنا على طريق غير طريقهم؟ “. فقال رجل من الصحابة: أنا يارسول الله، فسلك بهم طريقا وعِراً حتى استطاع أن يَلتف خلف كتيبة المشركين.
 وصل المسلمون إلى ثَنِيَّة المرار ، وهناك بركت ناقة النبي ، فلم تتحرك ، حاولوا تحريكها ولكن دون جَدوى . ثم زَجَر رسول الله  ناقته فوثبت ، وسار حتى نزل بأقصى الحُديبية.
 فلما اطمأن بالحُديبية جاءه بُديل بن وَرْقَاء في نفر وقال للنبي : إن قريشا قد خرجت لقتالك وصدك عن البيت فقال رسول الله : ” إنَّا لم نجيء لقتال ولكنَّا جئنا معتمرين “.
و بعثت قريش عددًا من رسلها للنبي  ، وهدفها من ذلك التأكد من سبب مجيء النبي لمكة ، هل للقتال أم للعمرة، فأرسلت قريش مِكْرَز بن حَفْص، والحِلْس بن عَلْقَمة، وعُرْوَة بن مَسعود الثَّقَفي.
ورجع رُسُلُ قريش بالخبر أن محمدا وأصحابه جاؤوا لأداء العمرة ولم يجيؤوا للقتال، والدليل على ذلك أنهم مُحرمون وساقوا الهَدْي.

شارك برأيك

مرحبا بالاصدقاء الاعزاء
يسعدنى زيارتكم وارجو التواصل دائما
Hello dear "friends
I am glad your visit and I hope always to communicate

TvQuran
,