تعرب المنظمات الحقوقية عن تضامنها الكامل مع المفكر والكاتب سيد القمنى في مواجهة الهجمة الشرسة التي تشنها ضده بعض المؤسسات الدينية وبعض محترفي قضايا الحسبة ، والتي وصلت لحد المطالبة بسحب الجنسية المصرية عنه ، عقب فوزه بجائزة الدولة التقديرية ، بدعوى إساءته للإسلام وإشعال الفتنة والترويج للفكر العلماني .
وكان المدعو 'محمد عناني محمد' شرطي سابق بقسم الحراسات الخاصة' قد أجرى اتصالا هاتفيا مع المدير التنفيذي للشبكة العربية لمعلومات حقوق الإنسان جمال عيد كي تتولى الشبكة إقامة دعوى قضائية لإسقاط الجنسية عن القمنى ، إلا أن الرد كان صادما بالنسبة إليه حيث رفض 'عيد ' إقامة القضية معلناَ تضامنه التام مع القمنى وغيره من دعاة الفكر المتحرر وأصحاب الرأي .
وتؤكد المؤسسات الحقوقية على إدانتها الشديدة لاستمرار نهج قضايا الحسبة الدينية التي تهدف في الأساس إلى القضاء على حرية التعبير الديني والفكري والسياسي والفني مجددةَ المطالبة بأن تتخذ الحكومة المصرية موقفا واضحا من هذه القضايا التي باتت سيفا مسلطا على كافة أصحاب الرأي ووسيلة للشهرة والتربح ونفاق للحكومة من بعض المحامين والشيوخ .
وترى المؤسسات الحقوقية أن الحكومة المصرية تتحرك بشكل أقرب للمريض 'بالشيزوفرانيا ' حيث تمنح إحدى الهيئات التابعة لها كاتب هذه الجائزة الهامة ، في حين تصدر إحدى الهيئات التابعة لنفس الحكومة وهي دار الإفتاء فتوى كأنها معدة خصيصا للقمني بتكفيره ! فضلا عن ذلك ، فما زالت إحدى الجمعيات التي تطلق على نفسها 'جبهة علماء الأزهر' وهي مجرد جمعية أهلية لا تمت للأزهر بصلة تفتئت على حرية التعبير والحريات الأكاديمية ، عبر تحريضها ضد الدكتور القمني ، حتى باتت هذه الحملة الجائرة تمثل تهديدا شديدا على حياته ، لاسيما وأن إحدى المؤسسات التابعة للدولة وذات الثقل تشارك بها وهي دار الإفتاء.
يذكر أن الدكتور سيد القمني كاتب أكاديمي حاصل على الدكتوراه في تاريخ علم الاجتماع الديني، من مواليد 1947 محافظة بني سويف ومعظم أعماله الأكاديمية تناولت منطقة شائكة في التاريخ الإسلامي، اعتبره البعض باحثاً نقديا في التاريخ الإسلامي واتسمت أفكاره بالجرأة في تصديه للفكر الذي تؤمن به جماعات الإسلام السياسي المتشددة.
وتدعو المؤسسات الموقعة على البيان كافة المعنيين والمهتمين من مفكرين وأكاديميين وأدباء وصحفيين ونشطاء إعلان تضامنهم مع المفكر سيد القمنى دفاعا عن حرية الرأي والتعبير مطالبة الحكومة التي أعطت الجائزة للقمنى بالتدخل لحمايته من دعاة التكفير والتشدد حتى لا تتكرر مأساة الراحل فرج فوده ، الذي تم اغتياله عقب حملة مماثلة للتي يتعرض لها القمني الآن.
أعزائي؛
بداية كل التحيات الكفاحية لحاملي رايات النضال التقدمي ومشاعل التنوير والتغيير ؛
إن مجتمعاتنا تحتاج لجهود مضاعفة لصد ومواجهة الفكر الرجعي والخادم الأمين لأصحاب السلطةالسياسية والمالية.
إن من يريد أن يتلمس حقيقة الإسلام
فليسأل أبا ذر الغفاري،فالجواب لديه
:حارب الفقر والجوع والمرض ومن يسببها تؤدي رسالتك!
تحية طيبة لسيد القمني وللدسوقي
د.أسامه حموده