التسميات:
اخبار الدنيا,
التسامح,
الحقيقة,
الدين والحياة,
جبهات,
شريعة,
عنف,
قانون,
معلومات,
مهتدون
الدين والسياسة - بقلم: عمر غازي:
في تصريحات صحفية قال الدكتور عصام العريان، عضو مكتب الإرشاد والمتحدث الإعلامي باسم جماعة الإخوان المسلمين، أن الديمقراطية داخل الجماعة حقيقة مستقرة، وتاريخ الإخوان ناصع بالممارسات الديمقراطية.والحقيقة إن كلام العريان أبعد ما يكون عن الحقيقة فتاريخ الجماعة الطويل يؤكد أن الإخوان لم يقوموا على الديمقراطية ولم يعرفوها حتى الآن وذلك استنادا إلى حقائق تاريخية بعضها بأقلام إخوانية.
فمبدأ السمع والطاعة المطلق هو أساس الانتماء للإخوان المسلمين حيث ينص قسم البيعة على التالي: "أبايعك بعهد الله وميثاقه على أن أكون جنديا مخلصا في جماعة الإخوان المسلمين ، وعلى أن أسمع وأطيع في العسر واليسر والمنشط والمكره الا في معصية الله، وعلى اثرة علىّ ، وعلى ألا انازع الامر أهله، وعلى أن أبذل جهدي ومالي ودمي في سبيل الله ما استطعت الى ذلك سبيلا والله على ما اقول وكيل " فمن نكث فإنما ينكث على نفسه ومن أوفى بما عاهد عليه الله فسيؤتيه أجرا عظيما"
يقول الكاتب رجب البنا في مقال له بجريدة الأهرام: ومن يقرأ الكتاب الجديد للدكتور وحيد عبدالمجيد عن الاخوان يعرف أن تنظيم الاخوان تنظيم هرمي لا يمارس الديمقراطية في الداخل, وإن كان يرفع شعارها في خارجه وتتجمع السلطات في يد المرشد العام منذ البدايات وبالتحديد منذ عام 1933 عندما قرر المؤتمر الثالث للجماعة منح سلطته للمرشد العام, وأن يختار المرشد العام أعضاء الهيئة التأسيسية, وبالفعل اختار المرشد العام الشيخ حسن البنا أول هيئة تأسيسية عام 1941 وهي السلطة العليا في التنظيم, ومعني ذلك أن الجماعة تأسست علي تركيز السلطة في يد واحدة, والتزام الجميع بالسمع والطاعة, وتستند في ذلك إلي أن الشوري ليست ملزمة للحاكم وبالتالي ليست ملزمة للمرشد العام. وكان الملاحظ أن أعضاء الجماعة يخلعون هالة من التقديس علي المرشد العام, فيقبلون يده وكان من تقاليد الجماعة في اجتماعاتها أن يتباري شعراؤها في إلقاء قصائد المديح والتمجيد للمرشد, وتجعله أقرب إلي التعيين.ا.هـ
وثمة حقيقة أخرى غائبة عن الكثيرين وهي أن أزمة الجماعة اليوم وبوادر انشقاقها سببها الرئيس فرض الوصاية والإقصاء بالرغم من أن قرارات أن الجماعة تنتهج مبدا الانتخاب في لجانها الداخلية، فإذا ما تتبعنا الأزمات التي حدثت على مستوى القيادات السابقة التي أعلنت تمردها نجد أن هناك أزمة ديمقراطية بالرغم من أن أغلب تلك القيادات ما زالت إخوانية الهوى والفكر وإن تم إبعادها من التنظيم.
وهي نفس المشكلة التي يعانيها اليوم قطاع الشباب الذي يفكر بعقلية مختلفة عما تربى عليه الكهول فتمرد على مبدأ السمع والطاعة في المنشط والمكره فرأينا اعتراضات على بعض قرارات المرشد ورفض لسياسة روحية الإقصاء وفرض الوصاية.
فإذا كانت الجماعة قد حافظت على هيكلتها وقوتها طيلة عقود الاستبداد والحظر الماضية باستخدام هذه السياسة الاقصائية التي نجحت نجاحا منقطع التنظير في بقاء الإخوان واستمرار جماعتهم متماسكة حتى اللحظة واكسابهم أرضية خصبة فإن الاستمرار في استخدام هذا النهج هو من سيمزق الجماعة وذلك لأنه ليس من المعقول أن ينادي الإخوان بدولة ديمقراطية وأن تقوم ثورة عمادها ووقودها الشباب لتسقط النظام السابق في مصر ثم تبقى الجماعة التي هي إحدى القوى السياسية الفاعلة على الساحة بدون تغيير في سياساتها التي عفى عليها الزمن في الوقت التي تخطوا فيه الدولة أولى خطوات الديمقراطية.
ورغم أن أكثر المحللين يعزون تلك الأزمة (بين القيادات والشباب) لما يسمى بصراع الأجيال إلا أن الواقع يشير صراع أجيال وإنما هي ثورة ضد الفكر القديم، وهذا الاتجاه يمثله قطاع عريض من شباب الإخوان على رأسهم (أسامة درة) الكاتب الإخواني الشاب، صاحب كتاب مغاير للفكر التقليدي للجماعة بعنوان "من داخل الإخوان أتكلم" وكتاب آخر قيد النشر عن علاقة الإخوان بميدان التحرير ( رمز الثورة المصرية) وكان أسامة من بين الداعين لثورة شاملة على نظام السمع والطاعة من شباب الجماعة لقيادات "عجائز" ظلوا في مقاعدهم عشرات السنين .
يقول درة في حوار صحفي مع شبكة الإعلام العربية: وما أراه أن الجماعة تدار بشكل سيء، فمن يديرونها كبار في السن وصيغت عقولهم في زمن قديم، أما شباب الجماعة فهم قليلو الإنتاج الفكري وينتظرون الأوامر عادة ويدافعون عن كل ما يصدر عن القيادة بلا تدبر ، لذلك آن الأوان لأن تجري الجماعة تغييرات كبيرة ثورية فهو أوان الثورة على كل الأخطاء في كل المؤسسات .
أن كبار السن الذين اعتادوا الانحناء تحت السقوف الوطيئة أو الالتزام بالخطوط الحمراء انتهى زمنهم وعليهم أن يفسحوا المجال للشباب الذين ملكوا التكنولوجيا وألهبوا الشوارع ورجوا الدنيا رجا .
و من اعتاد من قادة الجماعة أن يرى الشباب هشا خفيفا و عرضة للاستدراج أدرك الآن أنه أساء و أنه كان يتوهم .
ويضيف: حان الوقت لإطلاق سراح الشباب الذين تم تسخيرهم لخدمة رؤى قادة قضوا ما يزيد على ربع القرن في مكتب الإرشاد . و دائما ما أستشهد بمثل "عبد الرحمن منصور" شريك وائل غنيم في صفحة "كلنا خالد سعيد" و صاحب الفكر السياسي للصفحة، و "مصطفى النجار" أحد أشهر مدوني الإخوان و الذي أصبح فيما بعد "منسق حملة دعم البرادعي"، ألم يكن هذا الشابان في الإخوان؟! لماذا تركا الجماعة؟! كم شابا تم "تطفيشه" من الجماعة قبل الثورة بسبب أفكاره و ريادته؟! ألو بقي هذان في الإخوان كانا فعلا شيئا، أم كانا سيضطران لانتظار الإذن؟!