رفض النظام السعودى استلام جثة الشيخ اسامة بن لادن الذى قتلته المخابرات الامريكية امس بالتعاون مع عملاء لها فى باكستان وافغانستان وقررت الحكومة الامريكية دفنه فى البحر
وقد أعلن الرئيس الأمريكي باراك أوباما، أن قوات أمريكية قتلت أسامة بن لادن في باكستان. وقال أوباما إن قوة أمريكية خاصة قادت العملية وقتلت بن لادن، زعيم تنظيم القاعدة، مع اشتباك بالرصاص. ونقل عن مسؤولين أمريكيين قولهم إن 3 رجال وامرأة قد قتلوا مع بن لادن، وسط ترجيحات بأن يكون أحد أبناء بن لادن بين القتلى.
واعتبر أوباما مقتل بن لادن إنجازا كبيرا لبلاده، مشيرا في الوقت نفسه أن حرب الولايات المتحدة ليست ضد الإسلام، وإنما ضد بن لادن الذي وصفه بـ"العدو الإرهابي"، كما أشار إلى أن باكستان قدمت مساعدات للولايات المتحدة تمكنت بموجبها من الوصول إليه. وقالت مراسلة الجزيرة في واشنطن وجد وقفي إن وسائل الإعلام الأميركية بدا عليها الارتياح لدى متابعتها للنبأ، وعلقت عليه باعتباره نجاحا لأوباما. وكان أوباما كان قد تعهد في حملته الانتخابية الوصول إلى بن لادن، الذي تبحث عنه السلطات الأميركية منذ اختفائه في أفغانستان أواخر العام 2001.
ورحبت العديد من الدول والحكومات الاوروبية والعالمية بعملية الاغتيال، واشارت الى انها تندرج باطار ما تدعيه مكافحة "الارهاب" بالعالم، وابدت قيادات عالمية واوروبية خشيتها عن اقدام تنظيم القاعدة وحركات مقربة القيام بعمليات انتقامية في غضون الاسابيع المقبلة، بدورها اسرائيل رحبت بالعملية واشادت بدور امريكا بمكافحة "الارهاب"، واعتبرت رئاسة الحكومة ذلك بالحدث التاريخي، مؤكدة مشاركتها للشعب الامريكي فرحته وانجازه، وبالمقابل هناك صمت عربي دون اي تعقيب على العملية.
درس في جامعة الملك عبد العزيز في جدة وتخرج ببكالوريوس في الاقتصاد ليتولى إدارة أعمال شركة بن لادن، وتحمّل بعض من المسؤولية عن أبيه في إدارة الشّركة. وبعد وفاة محمد بن لادن والد أسامة، ترك لأولاده ثروة مكّنت أسامة من تحقيق هدفه في دعم المجاهدين الأفغان ضّد الغزو السوفييتي لأفغانستان عام 1979.
وفي سنة 1984، أسّس بن لادن منظّمة دعويّة وأسماها "مركز الخدمات" وقاعدة للتدريب على فنون الحرب والعمليات المسلحة باسم "معسكر الفاروق" لدعم وتمويل المجهود الحربي "للمجاهدين الأفغان" (وللمجاهدين العرب والأجانب فيما بعد). يومها، دعمت الولايات المتحدة الأمريكية المنظمة والمعسكر، إلى جانب عدد من الدول التي رأت في الغزو السوفييتي خطرا عليها بشكل مباشر أو غير مباشر.
إنشاء "القاعدة"عام 1988، بلور أسامة بن لادن عمله في أفغانستان بإنشاء سجلات القاعدة لتسجيل بيانات المسلحين، وانضم إليها المتطوّعون من "مركز الخدمات" من ذوي الاختصاصات العسكرية والتأهيل القتالي. وأصبحت فيما بعد رمزاً لتنظيم المسلحين. وبانسحاب القوّات السوفييتيّة من أفغانستان، وُصف بن لادن "بالبطل".
لكن هذا الدعم تلاشى عام 1990، ما دفع بن لادن للخروج إلى السودان، وتأسيس مركز عمليات جديد في السودان. كما نجح في تصدير أفكاره إلى جنوب شرق آسيا، والولايات المتحدة، وإفريقيا، وأوروبا.
بعدها غادر السودان في سنة 1996، متوجّهاً إلى أفغانستان نتيجة علاقته القوية بجماعة طالبان التي كانت تسيّر أُمور أفغانستان والمسيطرة على الوضع في هناك. وهناك أعلن الحرب على الولايات المتحدة الأمريكية. وفي سنة 1998، تلاقت جهود أسامة بن لادن مع جهود أيمن الظواهري الأمين العام لتنظيم الجهاد الإسلامي المصري المحظور، وأطلق الاثنان فتوى تدعو إلى "قتل الأمريكان وحلفائهم أينما كانوا وإلى إجلائهم من المسجد الأقصى والمسجد الحرام".
وبدأت القاعدة في شن مجموعة من الهجمات على الولايات المتحدة كان أهمها اعتداءات 11 سبتمبر 2001، والتي أسفرت عن مصرع نحو 3 آلاف أمريكي، حين اصطدمت طائرتين بأبراج مركز التجارة العالمي، وطائرة ثالثة في وزارة الدفاع الأمريكية، ورابعة استهدفت الكابيتول ولكنها تحطمت في بنسلفانيا.
وقامت القاعدة بهذه الهجمات عملاً بفتوى عام 1998 الصادرة ضد الولايات المتحدة وحلفائها من جانب القوات العسكرية بقيادة بن لادن والظواهري وغيرهم. قامت الولايات المتحدة الأمريكية بتوجيه الاتّهام المباشر له لتسبّبه في تفجيرات الخبر وتفجيرات نيروبي ودار السلام، وأحداث 11 سبتمبر 2001 والتي أودت بحياة 2997 شخصا. وهو على رأس قائمة المطلوبين في العالم (على قائمة الإنتربول).
وأرسل بن لادن عدة رسائل بعد 11 سبتمبر 2001، تشيد بالهجمات وشرح دوافعها نافياً أي تورط بها.
وبرر بن لادن الهجمات بالمظالم التي يشعر بها كل المسلمين، وبالتصور العام عن أن الولايات المتحدة تقوم بقمع المسلمين. وأكد بن لادن أن أمريكا تذبح المسلمين في فلسطين والشيشان وكشمير والعراق، وأنه يحق للمسلمين الرد بهجوم انتقامي. وادعى أيضا أن هجمات 11 سبتمبر لم تكن تستهدف النساء والأطفال، ولكن تستهدف رموز القوة العسكرية والاقتصادية الأمريكية.
وبعد أحداث الحادي عشر من سبتمبر، وجّهت الولايات المتحدة أصابع الاتهام إلى بن لادن والقاعدة.
وفي ديسمبر 2001، تمكّنت القوات الأمريكية من الحصول على شريط فيديو يصوّر بن لادن مع جمعٍ من مؤّيديه يتحدّث في الشريط عن دهشته من كميّة الخراب والقتلى التي حلّت بالبرج وأن الحصيلة لم تكن بالحسبان بل فاقت توقّعاته، وتم استخدام هذا الشريط كأحد الأدلة العلنية على أن لابن لادن علماً مسبقاً بالحدث وتفاصيله.