لأن معاداة السعودية تعني معاداة لركن من أركان الإسلام وهو الحج! السعودية تستقبل السرّاق والمفسدين العرب على أراضيها (الطاهرة) لأن المفسدين من الحكام الذين تسمح لهم السعودية بالإقامة يعتكفون على الصلاة في الحرم المكي الشريف ويطلبون الرحمة والغفران! وهي حالة لا تتوفر في بلد آخر غير السعودية.
استقبال السعودية للمفسدين العرب لا علاقة له بحقوق الإنسان واحترامها من طرف السعودية.. لأن البلد الذي لا يسمح للمرأة بأن تسوق سيارتها في شوارع مدينة الرسول صلى الله عليه وسلم، وتسمح لها فقط بأن تركب الجمال والحمير.! وحتى الرجال كما تشاء هي دولة لا يمكن الحديث فيها عن حقوق الإنسان!
مأساة القذافي المسكين ليس في رحيله من الحكم في ليبيا بل مأساته في أن السعودية لا تعترف به كمفسد قابل لأن يعيش في السعودية خاصة وأنه لم يحج بعد!
منذ ربع قرن تقريبا كتبت في هذا الركن عن السعودية الأرض الطيبة التي يستخدمها المسلمون في أنحاء العالم كقمامة عمومية لرمي ذنوبهم بحيث يذهبون إلى هناك للحج بذنوبهم فيرمونها هناك ويعودون إلى بلدانهم كيوم ولدتهم أمهاتهم بلا ذنوب! ومع ذلك ما تزال هذه الأرض لم تغرق بالذنوب! وما زال الخير يصدر منها!
وآخر خيرات السعودية هو أنها تحوّلت إلى قمامة سياسية كذنوب السّاسة العرب والمسلمين!
إنها المفارقة العجيبة في هذا البلد العجيب الذي أصبح يوفر الحماية لمن غرق في الفساد والذنوب وضاقت به سبل الدنيا! وصدق الشاعر الذي قال:
إن الدّراهم تكسو الرجال مهابة وجلالا
فهي اللسان لمن أراد فصاحة وهي السلاح لمن أراد قتالا
ولله في خلقه شؤون.!