يا مسيحيي فلسطين تشبثوا بالوطن ولا تتركونا وحدنا

بقلم / د. عبد الحميد صيام
وصلت إلى مسامعي مؤخرا قصة هزت أبناء بيت لحم وضواحيها. تهجم أحد الملتحين المتعصبين بدون أي سبب على مسيحي معروف وتاجر يبيع المنتوجات اليدوية التلحمية المشهورة للسياح. أسمعه كلاما بذيئا عنصريا موغلا في همجيته. لم يرد المسيحي ولو بكلمة، لكنه أخبر العمال الذين يشتغلون في محلاته، وكلهم من المسلمين.
توجه العمال إلى الشخص الذي أساء لمديرهم وصاحب المحل الذي يوفر الرزق لعائلاتهم وأشبعوه ضربا. بعد يوم أو يومين قام الإسلمجي المتعصب وجمع ثلة من جماعته وتوجه إلى المحل التجاري الذي يملكه المسيحي فكسره وحطم محتوياته، التي تقدر بأكثر من نصف مليون دولار أمريكي، ثم توجهوا إلى الكنيسة القريبة وألقوا عليها الحجارة وكتبوا عبارات عنصرية. وفي اتصال مع صديقة من المدينة نفسها أكدت لي أن عائلة التاجر المسيحي الذين كانوا يصرون على عدم مغادرة الوطن بدأت تفكر جديا في الرحيل بعد أن خسروا المحل ومحتوياته ومصدر رزقهم ورزق عدد من العمال.
شيء مذهل أن يحدث هذا في فلسطين، بلد التسامح والحريات الدينية والتضامن الوطني ضد العدو القومي الذي اغتصب البلاد وأهان العباد وشرد الملايين واستولى على الأرض ودمر المساجد والكنائس واقتلع المسلمين والمسيحيين من وطنهم، وحولهم إلى لاجئين في المنافي في كل بقاع الأرض.
وبغض النظرعن الأهداف والنوايا التي تدفع بعض الإسلامويين للتعرض للمسيحيين الفلسطينيين فهم إنما يخدمون إسرائيل ومخططاتها في تفريغ البلاد من سكانها، خاصة المكون المسيحي الأصيل كي يبرروا يهودية الدولة وليقولوا هذه دولة يهودية مقابل وجود دولة مسلمة.
ودعني أصرخ باسمي واسم ملايين العرب الفلسطينيين، نحن لا نريد دولة إسلامية في فلسطين ولا نستطيع أن نعيش بدون إخوتنا وأهلنا وأحبتنا من المسيحيين. نحن منهم وهم منا. نحن جسم واحد وقلب واحد ودم واحد ولا توجد قوة في الأرض تستطيع أن تقسم الشعب الفلسطيني بين مسيحي ومسلم، فالعروبة توحدنا والعدو القومي يوحدنا والهم الواحد يوحدنا والوجع الواحد يوحدنا والمستقبل الواحد يوحدنا. وكل من يعمل على تفريغ فلسطين من مكونها المسيحي الأصيل يعمل بعلم أو بدون علم لصالح

شارك برأيك

مرحبا بالاصدقاء الاعزاء
يسعدنى زيارتكم وارجو التواصل دائما
Hello dear "friends
I am glad your visit and I hope always to communicate

TvQuran
,