السيرة النبوية الشريفة : سيرة سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم (الحلقة السادسة والعشرون )

السيرة النبوية الشريفة : سيرة سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم (الحلقة السادسة والعشرون )

وصل النبي إلى الجعرانة ، وبدأ بتوزيع غنائم حُنين ، فأعطى سادة العرب : كأبي سُفيان ، وعُيينة بن حِصن ١٠٠ من الإبل .

أعطى رسول الله سادة العرب هذا العطاء الكبير، ليؤلف به قلوبهم ، كي يتمكن الإسلام من قلوبهم ، فما زال في إسلامهم ضعف .

وأعطى النبي كل الناس إلا الأنصار رضي الله عنهم لم يُعطهم شيئا من الغنائم ، فآثر النبي في العطاء سادات العرب على الأنصار.

فبدأ الأنصار يشكون بعضهم لبعض وذهب سيد الأنصار سعد بن عُبادة إلى النبي وقال له : يارسول الله إن الأنصار وجدوا عليك .

فقال رسول الله لسعد : ” اجمع لي الأنصار “.فذهب سعد وجمع الأنصار ، ثم أخبر النبي بذلك ، فجاءهم النبي .

فقال لهم : ” يا معشر الأنصار مقالة بلغتني عنكم ، أوجدتم في أنفسكم في لُعاعة من الدنيا ، تألفت بها قوما ليسلموا.

ووكلتكم إلى إسلامكم ، أفلا ترضون ان يذهب الناس بالشاة والبعير ، وترجعون برسول الله؟ “، فبكى الأنصار بكاء شديداً .

بَيَّن النبي لأصحابه الحكمة في إعطاء سادات العرب الأموال العظيمة ، وحرمان بعض الصحابة ، وهو خوفه من ارتدادهم .

قال : ” إني أُعطي أقواما لما في قلوبهم من الجزع والهَلَع وأَكِلُ أقواماً إلى ماجعل الله في قلوبهم من الغنى والخير .

بعدما فرغ النبي من توزيع غنائم غزوة حُنين بالجِعرانة ، أهَلَّ بالعُمرة ليلاً ، وهذه العُمرة تُسمى عُمرة الجِعرانة .

ثم رجع النبي إلى المدينة منصوراً ومؤيداً من الله سبحانه وتعالى ، فقدمها في ذي القعدة من السنة الثامنة للهجرة.

في ذي القعدة من السنة الثامنة للهجرة وُلِدَ إبراهيم ابن النبي في منطقة العالية حيث أنزل النبي أمه مَارية القبطية .

وكانت ماريةالقبطية أَمَة عند النبي أهداها له المقوقس عظيم القبط ، فكان النبي يَطؤها بملك اليمين ، ولم تكن زوجة .

روى الإمام مسلم في صحيحه عن أنس قال قال النبي : ” وُلِد لي الليلة غُلام ، فسميته باسم أبي إبراهيم “.

وتنافست نساء الأنصار في إبراهيم أيَّتُهُن ترضعه ، لأن أمه مارية القبطية كانت قليلة الحليب ، فدفعه النبي إلى أم سَيف.

اقرأ أيضا :أمهات المؤمنين....السيدة زينب بنت جحش رضي الله عنها (الحلقة الثانية )

قال أنس : ما رأيت أحداً كان أرحم بالعيال من النبي ، كان يدخل على ابنه إبراهيم ، فيأخذه ويُقبِّله .

دخل العام التاسع للهجرة ، والذي يُسميه أهل السِّير والمغازي عام الوفود ، فأقام النبي طيلة العام التاسع بالمدينة يستقبل الوفود.

وبلغ عدد الوفود – وهي رؤوس القبائل – التي قدمت المدينة لتعلن إسلامها أكثر من ٦٠ وفدا ، فكان العام التاسع حافلا بالوفود .

فمن الوفود التي قدمت المدينة في هذا العام: 1- وفد باهلة 2- وفد بني تميم 3- وفد بني أسد 4- وفد بَجِيلَة وأَحْمَس وغيرها .

في رجب من السنة التاسعة للهجرة تُوفي النجاشي أصْحَمَة – ملك الحبشة – رضي الله عنه بالحبشة ، وصلى عليه النبي صلاة الغائب .

قال جابر بن عبدالله قال رسول الله : ” مات اليوم رَجُلٌ صالح ، فَقُوموا فَصلُّوا على أخيكم أصْحَمَة “. متفق عليه.

وقال أبوهريرة : أن رسول الله نَعَى لهم النجاشي صاحب الحبشة في اليوم الذي مات فيه ، وقال : ” استغفروا لأخيكم “.

وقال جابر بن عبدالله : ” أن نَبي الله صَلَّى على النجاشي ، فصَفَّنا وراءه ، فكنتُ في الصَّفِّ الثاني ، أو الثالث “.

شارك برأيك

مرحبا بالاصدقاء الاعزاء
يسعدنى زيارتكم وارجو التواصل دائما
Hello dear "friends
I am glad your visit and I hope always to communicate

TvQuran
,