مصحف فاطمة بين الحقيقة والخيال



بقلم : محمد يوسف

كثر الكلام حول مصحف فاطمة عليها السلام وأثار هذا المصحف حفيظة الكثير من الكتاب واتخذوا منه وسيلة للطعن والتشنيع على أتباع أهل البيت من خلال اتهامهم بأنهم يتعبدون بقرآن آخر غير القرآن الكريم يأخذون منه أحكام الدين .
ورغم الكثير من الأبحاث وأقوال العلماء الذين ينتمون لمدرسة أهل البيت حول هذا المصحف وحقيقته إلا أنه مازال حتى الآن مادة دسمة يستغلها البعض لإيهام العامة من الناس بأ هناك مسلمون يتعبدون بقرآن غير القرآن الكريم مما يؤدى إلى حدوث فتنة أعاذنا الله منها تأكل الأخضر واليابس وتضع العداوة والبغضاء بين قلوب المسلمين . والمعروف ان كلمة مصحف فى اللغة " هو كل كتاب أصحف وجمع بين دفتين أى جامعا للصحف المكتوبة , فكلمة مصحف ليست مختصة بالقرآن الكريم وإنما تطلق على كل كتاب .
وقد خرجت علينا جريدة الوفد يوم الخميس الماضى  بمقال للأستاذ علاء عريبى حول مصحف فاطمة وصدره بعنوان " فاطمة بنت الرسول نزل عليها مصحف غير القرآن .
وسأبدأ فى الرد من حيث انتهى الأستاذ علاء عريبى فى مقاله عن مصحف فاطمة عليها السلام حيث يقول الكاتب فى نهاية دراسته انه تأكد من خلال هذه الدراسة أن الشيعة لاتمتلك نسخا من مصحف فاطمة وأغلب الظن أن نسخته الوحيدة ربما كانت فى مخيلة الرواة  وربما كانت فى حكايات الإمام جعفر الصادق لأن الواقع يقول أنه لا أساس ولا وجود لهذا الكتاب .
فبداية أسلم مع الكاتب على أن الشيعة لايمتلكون نسخة واحدة من هذا المصحف لأننى بالفعل قد بحثت كثيرا حول هذا الموضوع وتأكد لى كما تأكد له أنه لاتوجد نسخة واحدة بين أيدى أحد من الشيعة وأثناء بحثى فى هذا الموضوع زعم لى أحد الأصدقاء أن هناك نسخة من هذا المصحف مع أحد الأشخاص بصعيد مصر وقد رآها بنفسه والله أعلم بما يزعم بيد أن قوله هذا لايرقى إلى الحقيقة وإنما هو من سبيل الزعم الواه الذى لادليل يثبته ولا حجة يقوم عليها .
ولكن السؤال الذى أطرحه على الكاتب علاء عريبى هو هل عدم وجود نسخة واحدة بين يدى أحد من الشيعة دليل على عدم وجود مصحف فاطمة من الأساس ؟
الأمر الآخر ماهو الدليل الذى أقمت عليه حجتك فى أن النسخة الوحيدة من المصحف ربما كانت فى مخيلة الرواة ولكن يخفف من وطأة السؤال أنك ذكرت كلمة " ربما " وربما هذه للتشكيك وهذا يعنى أنك لست متأكدا من زعمك هذا .
الأمر الثالث وهو قولك أن نسخة المصحف ربما كانت فى حكايات الإمام جعفر الصادق فهل الإمام جعفر الصادق يتحدث بحكايات وإن تحدث كما تزعم فهل حكاياته هذه تسلية لجلسائه مثلا أو ترفيها لهم ؟ وهل هذا القول يصح أن ينسب إلى إمام شهد له القاصى والدانى وفى مقدمتهم أبو حنيفة النعمان الذى تتلمذ على يديه لمدة سنتين والذى عنهما قال " لولا السنتان لهلك النعمان "  بعلمه وورعه وتقواه وقوة حجته ونصوع أدلته وصلابة بأسه .
لاأريد أن أتحدث معك عن الإمام الصادق لأن ذلك ليس محل البحث ولكنى أنصحك أن لم تكن تعرف شيئا عن الإمام جعفر الصادق فاتجه إلى النت وابحث عنه فسوف تجد ما لو قرأته قبل أن تكتب مقالك هذا ماتجرأت وقلت " فى حكايات الإمام الصادق " .
نعود إلى مصحف فاطمة وقولك  " أن الواقع يقول أنه لا أساس ولا وجود لهذا الكتاب " فعن أى واقع تتحدث ؟ ومالذى جعلك متأكد من هذا الأمر وكأنه حقيقة دامغة أحطت بنواصيها وامتلكت  زمام حجتها ؟
ولا أعرف على أى شئ اعتمدت للوصول إلى هذه النتيجة فلم أقرأ فى مقالك مايوصلنى أنا كقارئ إلى هذه النتيجة التى ذكرتها فى نهاية مقالك ولكننى سأضع لك عدة مسائل ربما تكون قد بنيت موقفك عليها .
المسألة الأولى : عدم وجود نسخة من هذا المصحف تؤكد وجوده واستنكار كون صفحاته من الدر
المسألة الثانية : اختلاف الروايات حول مصحف فاطمة
المسألة الثالثة : تكليم الملائكة للسيدة فاطمة .

بالنسبة للمسألة الأولى وهى عدم وجود نسخة من مصحف فاطمة تؤكد وجوده  فأقول أن رفض الإيمان بالشئ لايعنى عدم وجوده وقد تكلمنا فى ذلك سابقا . أما بالنسبة  إلى أن ورقه در أبيض فقد جاء فى الرواية " قيل له كن فكان " فهل  تنكرأن الله تعالى  يستطيع  أن يجعل صفحات مصحف فاطمة أوصفحات أى كتاب فى الدنيا من در أو زبرجد ؟ وهو القائل جل وعلا : {إِنَّمَا قَوْلُنَا لِشَيْءٍ إِذَا أَرَدْنَاهُ أَن نَّقُولَ لَهُ كُن فَيَكُونُ} (40) سورة النحل
فإذا لم تنكر ذلك وتستنكروترفض قول الإمام جعفر الصادق أن صفحات المصحف كانت درا " بكن فيكون " أنصدق الإمام جعفر الصادق الذى لايتعارض مع كتاب الله أم نصدقك أنت ؟

نأتى إلى مناقشة المسألة الثانية وهى اختلاف الروايات حول مصحف فاطمة فهل هذا الاختلاف يعنى التعارض ؟
إن معنى التعارض فى الروايات هو أن تكون الروايات متكاذبة فى ظاهرها بمعنى أن إحداها تثبت شيئا والأخرى تنفيه ويستحيل الجمع بينهما عندئذ لابد من طرحها جميعا أو ترجيح إحداها إذا كان هناك مرجح لها .
والروايات المتعلقة بمصحف فاطمة ليست كذلك حيث يمكن الجمع بينها , فالمصحف لغة يعنى صحف اجتمعت بعضها إلى بعض , فالرواية التى تقول أن المصحف إملاء الملك وكتابة على لاتتعارض مع الرواية التى تقول بأنه إملاء النبى وكتابة على فبالجمع بينهما نتبين أن قسما من هذه الصحف أملاها رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم  لتبيان عظيم شرف هذا الكتاب وأهمية وبعد وفاته تولى الملك إملاك القسم الآخر منه إلى أن توفت السيدة فاطمة عليها السلام .
فكل رواية قد تنقل شطرا من الحدث مراعاة لظروف سياسية أو مذهبية أو أن مارواه الراوى هو الذى ثبت لديه فالإختلاف فى جزئيات النقل لايضر بأصل ثبوت الحدث بل يؤكده .

وبالنسبة للمسألة الثالثة وهى تكليم الملائكة للسيدة فاطمة الزهراء فأسألك هل هناك ملازمة بين تكليم الملائكة وبين النبوة ؟ والإجابة بالقطع لا , وفى كتاب الله تعالى مايؤكد قولى هذا حيث يقول تعالى : {وَإِذْ قَالَتِ الْمَلاَئِكَةُ يَا مَرْيَمُ إِنَّ اللّهَ اصْطَفَاكِ وَطَهَّرَكِ وَاصْطَفَاكِ عَلَى نِسَاء الْعَالَمِينَ} (42) سورة آل عمران
ويقول تعالى : {قَالَ إِنَّمَا أَنَا رَسُولُ رَبِّكِ لِأَهَبَ لَكِ غُلَامًا زَكِيًّا} (19) سورة مريم
ويقول عز من قائل : {وَامْرَأَتُهُ قَآئِمَةٌ فَضَحِكَتْ فَبَشَّرْنَاهَا بِإِسْحَقَ وَمِن وَرَاء إِسْحَقَ يَعْقُوبَ} (71) سورة هود
ويقول تعالى : {إِذْ قَالَتِ الْمَلآئِكَةُ يَا مَرْيَمُ إِنَّ اللّهَ يُبَشِّرُكِ بِكَلِمَةٍ مِّنْهُ اسْمُهُ الْمَسِيحُ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ وَجِيهًا فِي الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ وَمِنَ الْمُقَرَّبِينَ} (45) سورة آل عمران

فهاهو القرآن يذكر نماذجا من نساء شاهدن الملائكة وكلمتهن الملائكة ولسن نبيات ولم يعترض على ذلك أحد ولم يستنكر .
فهل عندما تأتينا روايات بأن السيدة فاطمة الزهراء عليها السلام تحدثت مع الملائكة أو شاهدت الملائكة يكون غلوا ومبالغة فى فضلها ؟ أليست هى أفضل من مريم ابنة عمران وغيرها من نساء العالمين ؟
ألم يثبت فى النصوص الصحيحة أنها سيدة نساء العالمين وسيدة نساء أهل الجنة وسيدة نساء المؤمنين كما ورد فى كثير من كتب الحديث فى مقدمتها البخارى ومسلم فإذا كانت هذه منزلتها وهذا مقامها فهل هنا من النساء من هن أفضل منها ؟ الجواب كلا وألف كلا , فإذا ثبت لمن هى دونها مشاهدة الملائكة والتحدث معها فلماذا نستنكر ذلك على فاطمة الزهراء بضعة رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم الذى طهرها الله تعالى فى محكم كتابه تطهيرا .
وأضع بين يدى القارئ العزيز نماذج ممن كلمتهم الملائكة من الصحابة ولم يعترض أو يتنكر ذلك أحد ولم يقل أحد أن ذلك غلو أو مبالغة .

1- الصحابى عمران بن حصين

فقد جاء فى المعجم الكبير للطبرانى ج12 ص487

14625 - حَدَّثَنَا مُعَاذُ بن الْمُثَنَّى، حَدَّثَنَا شَاذُّ بن الْفَيَّاضِ، حَدَّثَنَا عِمْرَانُ بن إِبْرَاهِيمَ، عَنْ قَتَادَةَ:"أَنَّ الْمَلائِكَةَ كَانَتْ تُصَافِحُ عِمْرَانَ بن حُصَيْنٍ حَتَّى اكْتَوَى".

وقد قال الألبانى فى هذا الحديث أنه منكر إلا أن ابن حجر العسقلان فى كتابه فتح البارى فى شرح صحيح البخارى ج1 ص80 قال : " وَقَدْ ثَبَتَ عَنْ عِمْرَان بْن حُصَيْنٍ أَنَّهُ كَانَ يَسْمَع كَلَام الْمَلَائِكَة " .

وذكر ذلك ابن عبد البر فى الاستيعاب فى معرفة الأصحاب ج1 ص374

وكان عمران بن حصين من فضلاء الصحابة وفقهائهم، يقول عنه أهل البصرة: إنه كان يرى الحفظة وكانت تكلمه حتى اكتوى.

وابن حجر العسقلانى فى الإصابة فى معرفة الصحابة ج2 ص314


2- أبو يحى الناقد

المنتظم لابن الجوزى ج4 ص29

" قال أبو يحيى الناقد: اشتريت من الله تعالى حوراء بأربعة آلاف ختمة، فلما كان ختمة سمعت الخطاب من الحوراء وهي تقول: وفيت بعهدك فها أنا التي قد اشتريتني فيقال: إنه مات".

3- أبو المعالى الصالح

وفى المنتظم ج5 ص49

" حدثني أبو القاسم ابن قسامي الفقيه، قال: حدثني أبو الحسن ابن بالان، وكان ثقة قال: حدثني أبو المعالي الصالح، وحدثني مسعي بن شيرا زاد المقرىء،، قال: سمعت أبا المعالي الصالح، يقول: ضاق بي الأمر في رمضان حتى أكلت فيه ربعين باقلى، فعزمت على المضي إلى رجل من ذوي قرابتي أطلب منه شيئاً، فنزل طائر فجلس على منكبي، وقال: يا أبا المعالي أنا الملك الفلاني لا تمض إليه نحن نأتيك به فبكر الرجل إليّ ".

4- روى أن أصحاب رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم سألوه فقالوا :
" يا رسول الله، مالنا اذا كنا عندك رقت قلوبنا، وزهدنا دنيانا، وكأننا نرى الآخرة رأي العين.. حتى اذا خرجنا من عندك، ولقينا أهلنا، وأولادنا، ودنيانا، أنكرنا أنفسنا..؟؟"
فأجابهم عليه السلام:
" والذي نفسي بيده، لو تدومون على حالكم عندي، لصافحتكم الملائكة عيانا، ولكن ساعة.. وساعة ".
فهل كان هناك من هو أرق من فاطمة الزهراء وأزهد منها وأعبد  ؟

5- وفى كتاب النبوات لابن تيمية ج1 ص291

" وعمر بن الخطاب لما نادى يا سارية الجبل قال ان لله جندا يبلغونهم صوتي فعلم أن صوته انما يبلغ بما ييسره الله من تبليغ بعض الملائكة " .

6- وفى كتاب فيض القدير شرح الجامع الصغير لعبد الرؤوف المناوى ج4 ص665

قال الغزالي : قال بعض العارفين سألت بعض الأبدال عن مسألة من مشاهد النفس فالتفت إلى شماله وقال ما تقول رحمك الله ثم إلى يمينه كذلك ثم أطرق إلى صدره فقال ما تقول ثم أجاب فسألته عن التفاته فقال لم يكن عندي علم فسألت الملكين فكل قال لا أدري فسألت قلبي فحدثني بما أجبت فإذا هو أعلم منهما قال الغزالي : وكأن هذا معنى الحديث.

وأخيرا أقول أن العنوان الذى صدر به الأستاذ علاء عريبى مقاله وهو " فاطمة بنت الرسول نزل عليها مصحف غير القرآن " يشتم منه رائحة غير طيبه حيث يريد أن يوهم القارئ بأن هناك علاقة بين مصحف فاطمة وبين القرآن الكريم رغم أن كل الروايات التى استند إليها فى مقاله تنفى حتى المشابهه بين مصحف فاطمة وبين القرآن الكريم حيث يقول الإمام جعفر الصادق " أما والله ما أزعم أنه قرآن " كما قال : أما إنه ليس الحلال والحرام ، ولكن فيه علم ما يكون " .  فما مصحف فاطمة طبقا لتلك الروايات إلا إخبار من الله تعالى لفاطمة عليها السلام عن أبيها ومكانه ومايكون بعدها فى ذريتها وفيه خبر ماكان وماسيكون إلى يوم القيامة .
وإن كان هناك استنكار من الكاتب أو من يلف لفه حول هذا الكلام فأقول له أن هناك من الصحابة من أخبرهم رسول الله بعلم ما كان وما هو كائن حيث جاء فى صحيح مسلم ج14 ص74

5149 - و حَدَّثَنِي يَعْقُوبُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الدَّوْرَقِيُّ وَحَجَّاجُ بْنُ الشَّاعِرِ جَمِيعًا عَنْ أَبِي عَاصِمٍ قَالَ حَجَّاجٌ حَدَّثَنَا أَبُو عَاصِمٍ أَخْبَرَنَا عَزْرَةُ بْنُ ثَابِتٍ أَخْبَرَنَا عِلْبَاءُ بْنُ أَحْمَرَ حَدَّثَنِي أَبُو زَيْدٍ يَعْنِي عَمْرَو بْنَ أَخْطَبَ قَالَ
صَلَّى بِنَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الْفَجْرَ وَصَعِدَ الْمِنْبَرَ فَخَطَبَنَا حَتَّى حَضَرَتْ الظُّهْرُ فَنَزَلَ فَصَلَّى ثُمَّ صَعِدَ الْمِنْبَرَ فَخَطَبَنَا حَتَّى حَضَرَتْ الْعَصْرُ ثُمَّ نَزَلَ فَصَلَّى ثُمَّ صَعِدَ الْمِنْبَرَ فَخَطَبَنَا حَتَّى غَرَبَتْ الشَّمْسُ فَأَخْبَرَنَا بِمَا كَانَ وَبِمَا هُوَ كَائِنٌ فَأَعْلَمُنَا أَحْفَظُنَا .

وأيضا روى مسلم فى صحيحه ج14ص71

5146 - حَدَّثَنِي حَرْمَلَةُ بْنُ يَحْيَى التُّجِيبِيُّ أَخْبَرَنَا ابْنُ وَهْبٍ أَخْبَرَنِي يُونُسُ عَنْ ابْنِ شِهَابٍ أَنَّ أَبَا إِدْرِيسَ الْخَوْلَانِيَّ كَانَ يَقُولُا
قَالَ حُذَيْفَةُ بْنُ الْيَمَانِ وَاللَّهِ إِنِّي لَأَعْلَمُ النَّاسِ بِكُلِّ فِتْنَةٍ هِيَ كَائِنَةٌ فِيمَا بَيْنِي وَبَيْنَ السَّاعَةِ وَمَا بِي إِلَّا أَنْ يَكُونَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَسَرَّ إِلَيَّ فِي ذَلِكَ شَيْئًا لَمْ يُحَدِّثْهُ غَيْرِي وَلَكِنْ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ وَهُوَ يُحَدِّثُ مَجْلِسًا أَنَا فِيهِ عَنْ الْفِتَنِ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَهُوَ يَعُدُّ الْفِتَنَ مِنْهُنَّ ثَلَاثٌ لَا يَكَدْنَ يَذَرْنَ شَيْئًا وَمِنْهُنَّ فِتَنٌ كَرِيَاحِ الصَّيْفِ مِنْهَا صِغَارٌ وَمِنْهَا كِبَارٌ
قَالَ حُذَيْفَةُ فَذَهَبَ أُولَئِكَ الرَّهْطُ كُلُّهُمْ غَيْرِي

فإذا كان النبى صلى الله عليه وآله وسلم قد أخبر الصحابة بما هو كان وما هو كائن وإذا كان حذيفة بن اليمان يعلم بكل فتنة هى كائنة فيما بينه وبين الساعة فلماذا كل هذا الضجيج عندما يصلنا أن الله تعالى أخبر فاطمة بنت محمد بما كان وما سيكون إلى يوم القيامة ؟.
الفرق فى هذا أن الإمام على كتب ما أخبر به الله تعالى فاطمة الزهراء فى كتاب بينما الصحابة  تجاهلوا ما أخبرهم به رسول الله ولم يكتبوه .
وأذكر هنا على سبيل الاستئناس حديثا  أورده الترمذى فى سننه ج8 ص282وأحمد بن حنبل فى مسنده ج14 ص249 والنص هنا للترمذى

2291 - حَدَّثَنَا قُتَيْبَةُ بْنُ سَعِيدٍ حَدَّثَنَا اللَّيْثُ عَنْ أَبِى قَبِيلٍ عَنْ شُفَىِّ بْنِ مَاتِعٍ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِى قَالَ خَرَجَ عَلَيْنَا رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- وَفِى يَدِهِ كِتَابَانِ فَقَالَ « أَتَدْرُونَ مَا هَذَانِ الْكِتَابَانِ ». فَقُلْنَا لاَ يَا رَسُولَ اللَّهِ إِلاَّ أَنْ تُخْبِرَنَا. فَقَالَ لِلَّذِى فِى يَدِهِ الْيُمْنَى « هَذَا كِتَابٌ مِنْ رَبِّ الْعَالَمِينَ فِيهِ أَسْمَاءُ أَهْلِ الْجَنَّةِ وَأَسْمَاءُ آبَائِهِمْ وَقَبَائِلِهِمْ ثُمَّ أُجْمِلَ عَلَى آخِرِهِمْ فَلاَ يُزَادُ فِيهِمْ وَلاَ يُنْقَصُ مِنْهُمْ أَبَدًا ». ثُمَّ قَالَ لِلَّذِى فِى شِمَالِهِ « هَذَا كِتَابٌ مِنْ رَبِّ الْعَالَمِينَ فِيهِ أَسْمَاءُ أَهْلِ النَّارِ وَأَسْمَاءُ آبَائِهِمْ وَقَبَائِلِهِمْ ثُمَّ أُجْمِلَ عَلَى آخِرِهِمْ فَلاَ يُزَادُ فِيهِمْ وَلاَ يُنْقَصُ مِنْهُمْ أَبَدًا ». فَقَالَ أَصْحَابُهُ فَفِيمَ الْعَمَلُ يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنْ كَانَ أَمْرٌ قَدْ فُرِغَ مِنْهُ فَقَالَ « سَدِّدُوا وَقَارِبُوا فَإِنَّ صَاحِبَ الْجَنَّةِ يُخْتَمُ لَهُ بِعَمَلِ أَهْلِ الْجَنَّةِ وَإِنْ عَمِلَ أَىَّ عَمَلٍ وَإِنَّ صَاحِبَ النَّارِ يُخْتَمُ لَهُ بِعَمَلِ أَهْلِ النَّارِ وَإِنْ عَمِلَ أَىَّ عَمَلٍ ». ثُمَّ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- بِيَدَيْهِ فَنَبَذَهُمَا ثُمَّ قَالَ « فَرَغَ رَبُّكُمْ مِنَ الْعِبَادِ فَرِيقٌ فِى الْجَنَّةِ وَفَرِيقٌ فِى السَّعِيرِ ».
حَدَّثَنَا قُتَيْبَةُ حَدَّثَنَا بَكْرُ بْنُ مُضَرَ عَنْ أَبِى قَبِيلٍ نَحْوَهُ. قَالَ أَبُو عِيسَى وَفِى الْبَابِ عَنِ ابْنِ عُمَرَ. وَهَذَا حَدِيثٌ حَسَنٌ غَرِيبٌ صَحِيحٌ. وَأَبُو قَبِيلٍ اسْمُهُ حُيَىُّ بْنُ هَانِئٍ.
__________
معانى بعض الكلمات :
أجمل : جمع

والسؤال هنا أين هذان الكتابان ؟ هل عدم وجودهما بين أيدينا يعنى أنهما لا وجود لهما أو ليس لهما وجود أصلا أم هما من خيالات الرواة وحكاياتهم ؟ 

1اكتب رأيك

  1. غير معرف

    تبا لهم وامثلاهم

شارك برأيك

مرحبا بالاصدقاء الاعزاء
يسعدنى زيارتكم وارجو التواصل دائما
Hello dear "friends
I am glad your visit and I hope always to communicate

TvQuran
,