صيام عاشوراء بين المذهب الوهابى ومذهب الشيعة

يكره الوهابيون الحديث عن استشهاد الامام الحسين بن على سيد شباب اهل الجنة ، ويتجاهلون معركة كربلاء التى استشهد فيها ابو عبدالله الحسين سنة 60 للهجرة.. ويخلظ الوهابيون عمدا بين الاحتفال بذكرى استشهاد الحسين وذكرى قيل انها مروية عن النبى عندما طلب من اصحابه صيام يوم عاشوراء لان الله نجا فيه موسى وقومه من الغرق بينما اغرق فرعون وجنوده
البعض يذهب الى ان يوم عاشوراء فى الاصل كان عيدا مصريا قديما تبدأ فيه زراعة القمح بل ويرجع اخرون الاحتفال بعاشوراء الى انه اليوم الذى تاب فيه الله سبحانه وتعالى على سيدنا آدم ، ويروى البعض ان عاشوراء هو يوم التقاء سيدنا يوسف بالنبى يعقوب بعد غياب ، وانه اليوم الذى نجا فيه الله نوحا من الطوفان
ويروج الوهابيون لحديث مبتور ومتناقض يرونه عن النى صل الله عليه وسلم يقول سبب صوم النبي صلى الله عليه وسلم ليوم عاشوراء وحث الناس على صومه فهو ما رواه البخاري (1865) "عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا قَالَ قَدِمَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الْمَدِينَةَ فَرَأَى الْيَهُودَ تَصُومُ يَوْمَ عَاشُورَاءَ فَقَالَ مَا هَذَا ؟ قَالُوا : هَذَا يَوْمٌ صَالِحٌ ، هَذَا يَوْمٌ نَجَّى اللَّهُ بَنِي إِسْرَائِيلَ مِنْ عَدُوِّهِمْ فَصَامَهُ مُوسَى،قَالَ فَأَنَا أَحَقُّ بِمُوسَى مِنْكُمْ فَصَامَهُ وَأَمَرَ بِصِيَامِهِ ".
وقدم النبى هنا معناها عقب الهجرة مباشرة لان يثرب او المدينة كان فيها يهودا ينتمون الى قبائل كبيرة وكان الرسول يتعامل معهم بالحسنى ..لكن الحديث المذكور له بقية يتجاهلها انصار المذهب الوهابى وهى قول الرسول:لان بقيت للعام المقبل لأصومن التاسع والعاشر اى تاسوعاء وعاشوراء حتى يخالف اليهود الذين يصومون عاشوراء فقط الا ان ارادة الله سبحانه وتعالى شاءت ان يتوفى الرسول قبل ان يأت شهر محرم العام المقبل ، هذه الحقيقة تثبت تناقض انصار المذهب الوهابى لانهم يروون الحديث بانه عندما قدم الرسول الى المدينة اى سنة 1 للهجرة ولا يعقل ان يظل الرسول 10 سنوات فى المدينة وهو صل الله عليه وسلم لا يعرف ان اليهود يصومون يوم عاشوراء ثم علم فجأة قبل وفاته ببضعة اشهر فصام عاشوراء وطلب من اصحابه صيامه ونوى ان يصوم العام المقبل تاسوعاء ايضا ....
لكن انصار المذهب الشيعى يصومون عاشوراء احتفالا بذكرى استشهاد سبط رسول الله ابن فاطمة الزهراء بنت النبى وعلى بن ابى طالب ، وفى كتب اهل السنة مناقب الامام الحسين واعترافا بمكانته فى الدنيا والآخرة لكن الوهابيين يقللون من منزلته بسبب العداء السياسى لأهل البيت
قال شيخ الإسلام ابن تيميه :-
منهاج السنة النبوية (4 / 560) :
(وأما ما ذكره من الأحداث والعقوبات الحاصلة بقتل الحسين فلا ريب أن قتل الحسين من أعظم الذنوب وأن فاعل ذلك والراضي به والمعين عليه مستحق لعقاب الله الذي يستحقه أمثاله لكن قتله ليس بأعظم من قتل من هو أفضل منه من النبيين والسابقين الأولين ومن قتل في حرب مسيلمة وكشهداء أحد والذين قتلوا ببئر معونة وكقتل عثمان وقتل على لا سيما والذين قتلوه أباه عليا كانوا يعتقدونه كافرا مرتدا وإن قتله من أعظم القربات بخلاف الذين قتلوا الحسين فإنهم لم يكونوا يعتقدون كفره وكان كثير منهم أو أكثرهم يكرهون قتله ويرونه ذنبا عظيما لكن قتلوه لغرضهم كما يقتل الناس بعضهم بعضا على الملك وبهذا وغيره يتبين أن كثيرا مما روى في ذلك كذب مثل كون السماء أمطرت دما فإن هذا ما وقع قط في قتل أحد ومثل كون الحمرة ظهرت في السماء يوم قتل الحسين ولم تظهر قبل ذلك فإن هذا من الترهات فما زالت هذه الحمرة تظهر ولها سبب طبيعي من جهة الشمس فهي بمنزلة الشفق وكذلك قول القائل إنه ما رفع حجر في الدنيا إلا وجد تحته دم عبيط هو أيضا كذب بين وأماقول الزهري ما بقى أحد من قتلة الحسين إلا عوقب في الدنيا فهذا ممكن وأسرع الذنوب عقوبة البغي والبغي على الحسين من أعظم البغي) .
وقال ايضاً:-مجموع فتاوى ابن تيمية (1 / 392) :
(وأما من قتل " الحسين " أو أعان على قتله أو رضي بذلك فعليه لعنة الله والملائكة والناس أجمعين ؛ لا يقبل الله منه صرفا ولا عدلا .).
وفي حقبة تاريخية وصفت بزمان الفتنة الكبرى، و ذلك لعظم و بشاعة الإجرام الذي حصل فيها، وذلك عائد لنوعية المظلومين فيها، إنه اليوم الذي قتل فيه حفيد رسول الله صلى الله عليه وسلم و قطع فيه رأسه، إنه اليوم الذي انتهكت فيه أعراض آل بيت رسول الله صلى الله عليه وسلم، إنه يوم المعركة المؤلمة معركة كربلاء التي دارت بين شرار خلق الله من جنود السكير اليزيد- أمير المؤمنين آنذاك – و بين أطيب و أطهر خلق الله نسل حبيبه المصطفى عليه الصلاة و السلام.
كان سيّد الشهداء يستهدف إنقاذ الدين من الضياع، وفضح الظلم والباطل. وقد تحقق له هذا الهدف. إذن فهو قد انتصر حتّى وإن كان الثمن استشهاده هو وأنصاره وسبي أهل بيته. وبعد عاشوراء ظلّت الأهداف الحسينية حيّة ووجدت أتباعاً وأنصاراً لها. وتركت الواقعة تأثيرها في الأجيال والقرون اللاحقة، وصارت سبباً لنشأة الكثير من الحركات والنهضات الأخرى. وهذا يعدّ بذاته نصراً ساحقا. وقد ورد هذا المعنى في جواب الإمام السجّاد عليه السلام على السؤال الذي عرضه على حضرته إبراهيم بن طلحة حيث سأله: من الذي غلب؟ فقال له الإمام عليه السلام: إذا دخل وقت الصلاة فأذّن وأقم تعرف من الغالب
وهي إشارة إلى بقاء دين رسول الله في ظل النهضة الحسينية. وقال أبو عبدالله نفسه في هذا المعنى "أرجو أن يكون خيراً ما أراد الله بنا قُتِلنا أم ظفرنا"(أعيان الشيعة597:1.)وبهذا المنظار فإن الإنسان الذي يتّبع الحقّ ويضحي في سبيل الله ودينه فهو منتصر على الدوام وينال إحدى الحسنيين. وكل من يتنكب عن مناصرة الحقّ فهو ليس بمنتصر ولا غانم حتّى وإن خرج سالماً.

 وقد صرح سيّد الشهداء بهذا في كتابه إلى بني هاشم والّذي جاء فيه: "من لحق بنا استشهد ومن تخلّف عنّا لم يبلغ الفتح
النصر العسكري يزول عادة بنصر عسكري آخر. لكن الانتصار المبدئي ولا سيما إذا اقترن بالتضحية العظمى والمظلومية، يبقى حياً في الضمير الإنساني، ويجد على الدوام أنصاراً ومؤيدين له على مر الأجيال. وهذا الفهم، وهذه الرؤية بالنسبة للفتح تجعل الإنسان المجاهد والمكافح أكثر أملاً واندفاعا

شارك برأيك

مرحبا بالاصدقاء الاعزاء
يسعدنى زيارتكم وارجو التواصل دائما
Hello dear "friends
I am glad your visit and I hope always to communicate

TvQuran
,