صفية بنت عبد المطلب عمة رسول الله صلى الله عليه وسلم

صفية بنت عبد المطلب عمة رسول الله صلى الله عليه وسلم

سنتحدث اليوم عن صحابيةٍ عُرفت بجرأتها وشجاعتها وقوة شخصيتها، صحابية يربطها بالنبي صلى الله عليه وسلم نسبٌ قوي فهي عمته، وقد آمنت به منذ بدايات جهره بالدعوة الإسلامية
والدها عبد المطلب جد النبي صلى الله عليه وسلم، ووالدتها هالة بنت وهيب ابن عبد مناف ، أخوها أسد الإسلام حمزة وابنها الزُبير ابن العوام حواري رسول الله صلى الله عليه وسلم وأحد العشرة المبشرين بالجنة وأول من سل سيفًا في الإسلام. وكانت من المهاجرات الأول ، شاعرة الهاشميات .
زوجها : الحارث بن حرب بن أمية ،وهو أخو سفيان بن حرب، توفي عنها ، فتزوجها العوام بن خويلد الأسدي أخو خديجة بنت خويلد رضي الله عنها فولدت له الزبير ، والسائب ، وعبد الكعبة
أخوتها : عبد الله والد النبي صلى الله عليه وسلم ، والحارث أبو طالب واسمه عبد مناف ، والزبير ويكنى أبا الحارث ، وحمزة بن عبد المطلب رضي الله عنه أسد الله ،وأبو لهب واسمه عبد العزى ، والغيداق والمقوم ، وضرار ، والعباس ، وقثم ، وعبد الكعبة ، والمغيرة
أدرك الإسلام منهم أربعة : أبو لهب ، وأبو طالب ، والعباس ، وحمزة . فأسلم حمزة والعباس رضي الله عنهما .
إسلامها رضي الله عنها
كان إسلام صفية رضي الله عنها مبكراً ، لأنه عندما دعا رسول الله صلى الله عليه وسلم عشيرته الأقربين ،خص ابنته فاطمة وعمته صفية رضي الله عنهما بما أمره الله عزوجل بتبليغه كما جاء في الحديث الصحيح .
فعن عائشة رضي الله عنها قالت : لما نزلت : (وَأَنْذِرْ عَشِيرَتَكَ الْأَقْرَبِينَ )قام النبي صلى الله عليه وسلم فقال :"يا فاطمة بنت محمد، يا صفية بنت عبد المطلب، يا بني عبد المطلب، لا أملك لكم من الله شيئاً ، سلوني من مالي ما شئـتم ".
دعاها النبي صلى الله عليه وسلم إلى الإسلام فأسلمت .،فكانت صفية بنت عبد المطلب الهاشمية، رضي الله عنها من أوائل الذين آمنوا به وصدقوا برسالته ، واتبعوا النور الذي أُنزل معه
قال الذهبي: والصحيح أنه ما أسلم من عمات النبي صلى الله عليه وسلم سواها .
ولا تنسى رضي الله عنها ذلك اليوم الذي جمع فيه النبي صلى الله عليه وسلم أقربائه بعد أن نزل قوله تعالى: {وَأَنذِرْ عَشِيرَتَكَ الْأَقْرَبِينَ} [الشعراء:214]،
وكانوا نحو أربعين شخصًا فدعاهم إلى الإسلام، ثم قال لهم: «يا معشر قريش، اشتروا أنفسكم من الله لا أُغني عنكم من الله شيئًا، يا بني عبد المطلب لا أُغني عنكم من الله شيئًا، يا عباس ابن عبد الله المطلب لا أُغني عنك من الله شيئًا، يا صفية عمة رسول الله لا أُغني عنك من الله شيئًا، يا فاطمة بنت رسول الله لا أُغني عنك من الله شيئًا»
البخاري
نعم يا صفية عمة رسول الله لا أُغني عنك من الله شيئًا.
«لا أغني عنك من الله شيئًا»، كلمات قليلة كان لها أثر جذري في تغيير حياة صفية رضي الله عنها ، بدأ ذلك التغيير حين قررت رضي الله عنها أن تترك دين آبائها وأجدادها وتتبع دين ابن أخيها محمد بن عبد الله صلى الله عليه وسلم ، ظلت تلك الكلمات محفورة في ذاكرتها عمرها كله، فكونها عمة للنبي صلى الله عليه وسلم لن يفيدها بشيء إذا لم تتبع سنته وطريقته وتلتزم بتعاليم دينه، وقرابتها للنبي صلى الله عليه وسلم لن تغني عنها يوم القيامة شيئًا.

هاجرت صفية رضي الله عنها إلى المدينة مع ابنها الزبير رضي الله عنه ، وقامت بأهم الأدوار في معارك المسلمين ، ففي غزوة أحد كانت رضي الله عنها في طليعة النسوة اللاتي خرجن لخدمة المجاهدين ، وتحميسهم على الجهاد، ومداواة الجرحى .
وفي هذه الغزوة استشهد أسد الله حمزة بن عبد المطلب رضي الله عنه أخو صفية وعم النبي صلى الله عليه وسلم ، ومثّل وحشي بجثته فبقر بطنه وجدع أنفه وأذنيه ، فجاءت صفية رضي الله عنها إلى ميدان المعركة وحملت رمحًا وجعلت تقول للناس موبخة مؤنبة: "انهزمتم عن رسول الله"، ثم تقدمت باتجاه الشهداء تريد رؤية أخيها حمزة رضي الله عنه وقد سمعت ما صنعه المشركين به من المثلى
يُروى أنها جاءت وهي تحمل في يدها ثوبين لتكفنه، وعندما علم النبي صلى الله عليه وسلم بمقدم صفية إلى أُحد، ساءه أن ترى أخاها حمزة بهذا المنظر المريع ، فطلب من ابنها الزبير أن يحول دون رؤية أمه لأخيها حمزة، عندها اعترض الزبير طريق أمه قائلًا: "يا أماه إن الرسول صلى الله عليه وسلم يأمرك أن ترجعي"
فأجابته وهي تبتلع حسرتها وألمها مع دموعها: "ولم يا بني؟ قد بلغني أنه قد مُثل بأخي في سبيل الله وما أرضاني بذلك ولأحتسبن وأصبرن إن شاء الله"
وهي أول امرأة قتلت رجلاً ، تحدث هي عن نفسها رضي الله عنها قالت: أنا أول امرأة قتلت رجلاً كان حسان معنا ، فمر بنا يهودي فجعل يطيف بالحصن ، فقلت لحسان: " إن هذا لا آمنه أن يدل على عورتنا" ، فقم فاقتله . قال :" يغفر الله لكِ! لقد عرفت ما أنا بصاحب هذا "، فأخذت عموداً ، ونزلت ، فضربته حتى قتلته .
اقرأ أيضا :الصحابية أم أيمن رضي الله عنها ( حاضنة الرسول صلى الله عليه وسلم) الجزء الثانى
فقد احتمت السيدة صفية رضي الله عنها مع نساء النبي صلى الله عليه وسلم وبعض نساء الصحابة وأولادهم في حصن يملكه شاعر الإسلام حسان بن ثابت رضي الله عنه ، يقال لهذا الحصن حصن فارع
وذهب النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه ليحفروا الخندق في تلك الأثناء يحفروه حول المدينة، في هذه الفترة حدثت في حصن فارع قصةٌ عجيبة، كان أحد يهود بني قريظة يدور حول الحصن والنظرات الخبيثة تملأ عينيه، هرعت صفية رضي الله عنها إلى حسان بن ثابت تخبره بذلك وهي تقول: " قم ياحسان، قم إلى ذلك اليهودي فوالله إني لا آمنه أنه يدل على عوراتنا "
كانت رضي الله عنها تخشى أن يعرف اليهودي أن الحصن ليس فيه إلا النساء والأطفال فيذهب بتلك الأخبار إلى يهود بني قريظة، ويهود بني قريظة في غزوة الخندق نقضوا عهدهم مع النبي صلى الله عليه وسلم وناصروا أعدائه عليه، فخافت أن يهجموا على الحصن فيقتلوا النساء والأطفال أو يسبوهم إذا ماعلموا أن ليس هناك من يحمي النساء والأطفال في الحصن
ولما رفض حسان رضي الله عنه أن ينزل ليقتل اليهودي ، فحملت رضي الله عنها عمودًا ثم نزلت متسللةً وأتت عدوها من خلفه وضربته على رأسه بالعمود عدة ضربات حتى قتلته، وعندما رجعت إلى الحصن قالت لحسان: "انزل يا حسان فخذ سلبه( السلب هو ما مع الشخص من سيف وأمتعة) فإنه والله لا يمنعني من ذلك إلا أنه رجل وأنا امرأة".
أجابها حسان: "يرحمك الله يا عمة رسول الله والله ما لي من سلبه من حاجة"
وقد أسهم لها النبي صلى الله عليه وسلم من الغنائم كما يسهم للمقاتلين، فقد اعتبر دفاعها عن النساء في حصن فارع وقتلها لذلك اليهودي مشاركة في الجهاد ، و شهدت رضي الله عنها بعد ذلك غزوة بني قريظة
ويوم خيبر خرجت صفية رضي الله عنها مع ابنها الزبير رضي الله عنهما فخرج، ياسر اليهودي فبرز له الزبير رضي الله عنه فقالت صفية رضي الله عنها لما خرج إليه الزبير: يا رسول الله يقتل ابني ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : "بل ابنك يقتله إن شاء الله" ، فخرج إليه وهو يرتجز ثم التقيا فقتله الزبير .
توفيت رضي الله عنها في خلافة عمر بن الخطاب سنة عشرين من الهجرة ، وهي بنت ثلاث وسبعين سنة ، وصلى عليها عمر بن الخطاب ، ودفنت بالبقيع
فرضي الله تعالى عنها وأرضاها

شارك برأيك

مرحبا بالاصدقاء الاعزاء
يسعدنى زيارتكم وارجو التواصل دائما
Hello dear "friends
I am glad your visit and I hope always to communicate

TvQuran
,