تزوجها عمر بن الخطاب رضي الله عنه وهي جارية صغيرة فلم تزل عنده إلى أن قتل وولدت له زيد بن عمر ورقية
وعندما خطب عمر بن الخطاب رضي الله عنه إلى علي رضي الله عنه ابنته أم كلثوم رضي الله عنها. فقال علي رضي الله عنه : " إنما حبست بناتي على بني جعفر "
فقال عمر رضي الله عنه :" أنكحنيها يا علي فو الله ما على وجه الأرض رجل يرصد من حسن صحبتها ما أرصد " ، فقال علي :" قد فعلت "
و خرج عمر رضي الله عنه على أصحابه وهو يقول هنئوني هنئوني ، فتعجب أصحابه من فرحه، فقد عهدوا أن يروا أمير المؤمنين عمر بن الخطاب مهمومًا لأمر رعيته، زال ذلك التعجب عندما علموا السبب، فقد باح لهم به فقال: "لقد تزوجت أم كلثوم بنت علي بن أبي طالب، وإني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: «كل سبب وصهر منقطع يوم القيامة إلا سببي وصهري»" فقد صاحبته فأردت أن أجمع إليه الصهر
الألباني
و لما خطب عمر بن الخطاب رضي الله عنه إلى علي رضي الله عنه ابنته أم كلثوم قال: يا أمير المؤمنين إنها صبية ، قال : "انكحنيها"
فقال على رضي الله عنه له: "سوف أبعثها إليك، فإن رضيتها فقد زوجتها لك"
فأعطاها بردًا أي قطعة من قماش وقال لها: انطلقي بهذا إلى أمير المؤمنين فقولي: أرسلني أبي يقرئك السلام ويقول: إن رضيت البرد فأمسكه وإن سخطته فرده
فلما أتت عمر- رضي الله عنه- قال: بارك الله فيك وفي أبيك قد رضينا
قال: فرجعت إلى أبيها- رضي الله عنه- فقالت: ما نشر البرد ولا نظر إلا إلي فزوجها إياه فولدت زيد ورقية
وأمهر أم كلثوم رضي الله عنها أربعين ألفا.
اقرأ أيضا :من قصص الأنبياء ...قصة النبي إبراهيم عليه السلام (الجزء الأول )
عاشت أم كلثوم رضي الله عنها في بيت عمر بن الخطاب رضي الله عنه زوجة طائعة وفية تتقبل وترضى ولا تمل من شدة عمر رضي الله عنه على نفسه و على بيته، وحذره الشديد على المسلمين وأموالهم..
أنجبت أم كلثوم لعمر رضي الله عنهما ولدين: زيد بن عمر الأكبر، ورقية سمتها تيمنا باسم خالتها رضي الله عنهم.
وقد مات زيد بن عمر وأم كلثوم معا فصلى عليهما عبد الله بن عمر رضي الله عنهما وجعل زيدا مما يليله وأم كلثوم رضي الله عنها مما يلي القبلة
وكان عمر رضي الله عنه يحبها ويجلها لأنها من آل بيت النبي صلى الله عليه وسلم ،ولما استشهد أمير المؤمنين عمر إثر طعنة قاتلة من خنجر مسموم لأبي لؤلؤة المجوسي ، بكت الزوجة المخلصة زوجها وحزنت عليه، لم تكن هي وأسرته وحدهم من حزن عليه، فقد فجع المسلمون بموته وبكوا لفراق خليفتهم العادل التقي الورع، وتقدم منه قبل أن يدفن علي بن أبي طالب رضي الله عنه وقال: "ما خلفت أحدًا أحب أن ألقى الله بمثل عمله منك، وايم الله وإن كنت لأظن أن يجعلك الله مع صاحبيك، كثيرًا ما كنت أسمع النبي صلى الله عليه وسلم يقول ذهبت أنا وأبو بكر وعمر، دخلت أنا وأبو بكر وعمر، وخرجت أنا وأبو بكر وعمر".
ثم خلف على أم كلثوم بعد عمر رضي الله عنه عون بن جعفر بن أبي طالب بن عبد المطلب بن هاشم فتوفي عنها فخلف عليها أخوه عبد الله بن جعفر رضي الله عنهما بعد وفاة أختها زينب بنت علي بن أبي طالب رضي الله عنهما ، فتوفيت عنده، ولم تلد لأحد منهم شيئا ، رضي الله عنها