سابعا :تهكم النبي ابراهيم
قام عبدة الاصنام وأحضروا إبراهيم عليه السلام،وتجمّع الناس وسألوه (أَأَنتَ فَعَلْتَ هَذَا بِآلِهَتِنَا يَا إِبْرَاهِيمُ) فأجابهم إبراهيم (بَلْ فَعَلَهُ كَبِيرُهُمْ هَذَا فَاسْأَلُوهُمْ إِن كَانُوا يَنطِقُونَ)
والتهكم واضح في هذا الجواب الساخر،فلا داعي لتسمية هذه كذبة من إبراهيم عليه السلام والبحث عن تعليلها بشتى العلل التي اختلف عليها المفسرون.فالأمر أيسر من هذا بكثير!
إنماأراد أن يقول لهم إن هذه التماثيل لاتدري من حطمها إن كنت أنا أم هذا الصنم الكبير الذي لا يملك مثلها حراكا.
فهي جماد لاإدراك له أصلا وأنتم كذلك مثلها مسلوبو الإدراك لا تميزون بين الجائز
والمستحيل.
فلا تعرفون إن كنت أنا الذي حطمتها أم أن هذا التمثال هو الذي حطمها ويبدو أن هذا التهكم الساخر قد هزهم هزا،وردهم إلى شيء من التدبر التفكر:{فَرَجَعُوا إِلَى أَنفُسِهِمْ فَقَالُوا إِنَّكُمْ أَنتُمُ الظَّالِمُون}َ (الأنبياء)
وكانت بادرة خير أن يستشعروا ما في موقفهم من سخف، وما في عبادتهم لهذه التماثيل من ظلم. وأن تتفتح بصيرتهم لأول مرة فيتدبروا ذلك السخف الذي يأخذون به أنفسهم، وذلك الظلم الذي هم فيه سادرون. ولكنها لم تكن إلا ومضة واحدة أعقبها الظلام، وإلا خفقة واحدة عادت بعدها قلوبهم إلى الخمود:{ثُمَّ نُكِسُوا عَلَى رُؤُوسِهِمْ لَقَدْ عَلِمْتَ مَا هَؤُلَاء يَنطِقُون}َ (الأنبياء)
وحقا كانت الأولى رجعة إلى النفوس، وكانت الثانية نكسة على الرؤوس؛ كما يقول التعبيرالقرآني المصور العجيب.. كانت الأولى حركة في النفس للنظر والتدبر، أما الثانية
فكانت انقلابا على الرأس فلا عقل ولا تفكير. وإلا فإن قولهم هذا الأخيرهو الحجة عليهم، وأية حجة لإبراهيم أقوى من أن هؤلاء لا ينطقون ومن ثم يجيبهم بعنف وضيق على غير عادته وهوالصبورالحليم،لأن السخف هنا يجاوز صبرالحليم:{-قَالَ أَفَتَعْبُدُونَ مِن دُونِ
اللَّهِ مَالَا يَنفَعُكُمْ شَيْئًا وَلَا يَضُرُّكُمْ☆أُفٍّ لَّكُمْ وَلِمَا تَعْبُدُونَ مِن دُونِ اللَّهِ أَفَلَا تَعْقِلُونَ } (الأنبياء)
وهي قولة يظهر فيها ضيق الصدر وغيظ النفس، والعجب منالسخف الذي يتجاوز كل مألوف.
عند ذلك أخذتهم العزة بالإثم كما تأخذ الطغاة دائما حين يفقدون الحجة ويعوزهم الدليل،
فيلجأون إلى القوة الغاشمة والعذاب الغليظ:{قَالُوا حَرِّقُوهُ وَانصُرُوا آلِهَتَكُمْ إِن كُنتُمْ فَاعِلِينَ} (الأنبياء)
ثامنا; نجاة إبراهيم من النار
قال قوم ابراهيم {قَالُوا حَرِّقُوهُ وَانصُرُوا آلِهَتَكُمْ إِن كُنتُمْ فَاعِلِينَ } (الأنبياء)
وفعلا بدأ الاستعداد لإحراق إبراهيم عليه السلام انتشرالنبأ في المملكة كلها وجاء الناس من القرى والجبال والمدن ليشهدوا عقاب الذي تجرأعلى الآلهة وحطمها واعترف بذلك
وسخر من الكهنة. وحفروا حفرة عظيمة ملئوهابالحطب والخشب والأشجاروأشعلوا فيها النار. وأحضروا المنجنيق وهوآلة جبارة ليقذفوا إبراهيم فيها فيسقط في حفرة النار..
فكانت انقلابا على الرأس فلا عقل ولا تفكير. وإلا فإن قولهم هذا الأخيرهو الحجة عليهم، وأية حجة لإبراهيم أقوى من أن هؤلاء لا ينطقون ومن ثم يجيبهم بعنف وضيق على غير عادته وهوالصبورالحليم،لأن السخف هنا يجاوز صبرالحليم:{-قَالَ أَفَتَعْبُدُونَ مِن دُونِ
اللَّهِ مَالَا يَنفَعُكُمْ شَيْئًا وَلَا يَضُرُّكُمْ☆أُفٍّ لَّكُمْ وَلِمَا تَعْبُدُونَ مِن دُونِ اللَّهِ أَفَلَا تَعْقِلُونَ } (الأنبياء)
وهي قولة يظهر فيها ضيق الصدر وغيظ النفس، والعجب منالسخف الذي يتجاوز كل مألوف.
عند ذلك أخذتهم العزة بالإثم كما تأخذ الطغاة دائما حين يفقدون الحجة ويعوزهم الدليل،
فيلجأون إلى القوة الغاشمة والعذاب الغليظ:{قَالُوا حَرِّقُوهُ وَانصُرُوا آلِهَتَكُمْ إِن كُنتُمْ فَاعِلِينَ} (الأنبياء)
ثامنا; نجاة إبراهيم من النار
قال قوم ابراهيم {قَالُوا حَرِّقُوهُ وَانصُرُوا آلِهَتَكُمْ إِن كُنتُمْ فَاعِلِينَ } (الأنبياء)
وفعلا بدأ الاستعداد لإحراق إبراهيم عليه السلام انتشرالنبأ في المملكة كلها وجاء الناس من القرى والجبال والمدن ليشهدوا عقاب الذي تجرأعلى الآلهة وحطمها واعترف بذلك
وسخر من الكهنة. وحفروا حفرة عظيمة ملئوهابالحطب والخشب والأشجاروأشعلوا فيها النار. وأحضروا المنجنيق وهوآلة جبارة ليقذفوا إبراهيم فيها فيسقط في حفرة النار..
ووضعوا إبراهيم بعد أن قيدوا يديه وقدميه في المنجنيق.واشتعلت النار في الحفرة
وتصاعد اللهب إلى السماء. وكان الناس يقفون بعيدا
عن الحفرة من فرط الحرارة اللاهبة وأصدر كبير الكهنة أمره بإطلاق إبراهيم في النار.
جاء جبريل عليه السلام ووقف عند رأس إبراهيم وسأله: يا إبراهيم، ألك حاجة
قال إبراهيم: أما إليك فلا. انطلق المنجنيق ملقيا إبراهيم عليه السلام في حفرة النار.
كانت النار موجودة في مكانها، ولكنها لم تكن تمارس وظيفتها في الإحراق.فقد أصدر الله جل جلاله إلى النار أمره بأن تكون (بَرْدًا وَسَلَامًا عَلَى إِبْرَاهِيمَ). أحرقت النار قيوده فقط، وجلس إبراهيم وسطها كأنه يجلس وسط حديقة.
اقرأ أيضا :قصص وعبر من حياة الصحابيات ...أسماء بنت عميس رضى الله عنها (صاحبة الهجرتين )
كان ابراهيم يسبّح بحمد ربه ويمجّده،لم يكن في قلبه مكان خال يمكن أن يمتلئ بالخوف أوالرهبة أو الجزع. كان القلب مليئا بالحب وحده،ومات الخوف، وتلاشت الرهبة،واستحالت النار إلى سلام بارد يلطف عنه حرارة الجو. جلس الكهنة والناس يرقبون النار من بعيد،كانت حرارتها تصل إليهم على الرغم من بعدهم
عنها. وظلت النار تشتعل فترة طويلة حتى ظن الكافرون أنها لن تنطفئ أبدا.فلما انطفأت النارفوجئوا بإبراهيم يخرج من الحفرة سليما كما دخل.
ووجه النبي يتلألأ بالنور والجلال،وثيابه كماهي لم تحترق،وليس عليه أي أثرلدخان أو حريق خرج إبراهيم من الناركما لو كان يخرج من حديقة. وتصاعدت صيحات الدهشة الكافرة، خسروا جولتهم خسارة مريرة وساخرة،{وَأَرَادُوا بِهِ كَيْدًا فَجَعَلْنَاهُمُ الْأَخْسَرِينَ(الأنبياء)
لم يحدثنا القرآن الكريم عن عمر إبراهيم حين حطم أصنام قومه،لا يحدثنا عن السن التي كلف فيها بالدعوة إلى الله. ويبدومن استقراءالنصوص القديمة أن إبراهيم كان شاباصغيرا
حين فعل ذلك، بدليل قول قومه عنه:(سَمِعْنَا فَتًى يَذْكُرُهُمْ يُقَالُ لَهُ إِبْرَاهِيمُ).
وكلمة الفتى تطلق على السن التي تسبق العشرين.
تاسعا: مواجهة عبدة الملوك
إن زمن اصطفاء الله تعالى لإبراهيم غير محدد في القرآن.بعدما أقام ابراهيم الحجة
على عبدة التماثيل بشكل قاطع، كما أقامها على عبدة النجوم والكواكب من قبل بشكل حاسم
لم يبق إلا أن تقام الحجة على الملوك المتألهين وعبادهم، وبذلك تقوم الحجة على جميع
الكافرين. فذهب إبراهيم عليه السلام لملك متألّه كان في زمانه.وتجاوز القرآن اسم الملك
لانعدام أهميته، لكن روي أن الملك المعاصر لإبراهيم كان يلقب ب ( النمرود )وهو ملك الآراميين بالعراق.
"اخبرنا الله تعالى في كتابه الحكيم الحجة الأولى التي أقامها إبراهيم عليه السلام على
الملك الطاغية، فقال إبراهيم بهدوء: (رَبِّيَ الَّذِي يُحْيِـي وَيُمِيتُ)
قال الملك: (أَنَا أُحْيِـي وَأُمِيتُ)
أستطيع أن أحضر رجلا يسير في الشارع وأقتله، وأستطيع أن أعفو عن محكوم عليه بالإعداموأنجيه من الموت، وبذلك أكون قادرا على الحياة والموت.
لم يجادل إبراهيم الملك لسذاجة ما يقول،-غير أنه أراد أن يثبت للملك أنه يتوهم في نفسه
القدرة وهو في الحقيقة ليس قادرا فقال إبراهيم:(فَإِنَّ اللّهَ يَأْتِي بِالشَّمْسِ مِنَ الْمَشْرِقِ فَأْتِ بِهَا مِنَ الْمَغْرِبِ)
استمع الملك إلى تحدي إبراهيم صامتا، فلما انتهى كلام النبي بهت الملك، أحس بالعجز
ولم يستطع أن يجيب. لقد أثبت له إبراهيم أنه كاذب،قال له إن الله يأتي بالشمس من المشرق، فهل يستطيع هو أن يأتي بها من المغرب..
إن للكون نظما وقوانين يمشي طبقا لها، قوانين خلقها الله ولا يستطيع أي مخلوق أن يتحكم فيها. ولو كان الملك صادقا في ادعائه الألوهية فليغير نظام الكون وقوانينه.
ساعتها أحس الملك بالعجز وأخرسه التحدي،ولم يعرف ماذا يقول، ولا كيف يتصرف.
انصرف إبراهيم من قصر الملك، بعد أن بهت الذي كفر
عاشرا:هجرة إبراهيم عليه السلام
انطلقت شهرة إبراهيم في المملكة كلها،و تحدث الناس عن معجزته ونجاته من النار،
وتحدث الناس عن موقفه مع الملك وكيف أخرس الملك فلم يعرف ماذا يقول.
واستمر إبراهيم في دعوته لله تعالى،بذل جهده ليهدي قومه،حاول إقناعهم بكل الوسائل،ورغم حبه لهم وحرصه عليهم فقد غضب قومه وهجروه، ولم يؤمن معه من قومه سوى امرأة ورجل واحد، امرأة تسمى سارة،وقد صارت فيما بعدزوجته، ورجل هو لوط،وقد صار نبيا فيما بعد.وحين أدرك إبراهيم أن أحدا لن يؤمن بدعوته،قرر الهجرة قبل أن يهاجر،دعا والده للإيمان،ثم تبين لإبراهيم أن والده عدو لله،وأنه لا ينوي الإيمان، فتبرأ منه وقطع علاقته به. للمرة الثانية في قصص الأنبياء نصادف هذه المفاجأة. في قصة نوح كان الأب نبيا والابن كافرا، وفي قصة إبراهيم كان الأب كافرا والابن نبيا، وفي القصتين نرى المؤمن يعلن براءته من عدو الله رغم كونه ابنه أو والده،
وكأن الله يفهمنا من خلال القصة أن العلاقة الوحيدة التي ينبغي أن تقوم عليها الروابط بين الناس،هي علاقة الإيمان لا علاقة الميلاد والدم.
خرج إبراهيم عليه السلام من بلده وبدأ هجرته، سافر إلى مدينة تدعى أور،ومدينة تسمى
حاران. ثم رحل إلى فلسطين ومعه زوجته، المرأة الوحيدة التيآمنت به.وصحب معه لوطا الرجل الوحيد الذي آمن به.بعد فلسطين ذهب إبراهيم إلى مصر، وطوال هذا
الوقت وخلال هذه الرحلات كلها، كان إبراهيم يدعو الناس إلى عبادة الله،ويحارب في سبيله، ويخدم الضعفاء والفقراء، ويعدل بين الناس، ويهديهم إلى الحقيقة والحق
وتصاعد اللهب إلى السماء. وكان الناس يقفون بعيدا
عن الحفرة من فرط الحرارة اللاهبة وأصدر كبير الكهنة أمره بإطلاق إبراهيم في النار.
جاء جبريل عليه السلام ووقف عند رأس إبراهيم وسأله: يا إبراهيم، ألك حاجة
قال إبراهيم: أما إليك فلا. انطلق المنجنيق ملقيا إبراهيم عليه السلام في حفرة النار.
كانت النار موجودة في مكانها، ولكنها لم تكن تمارس وظيفتها في الإحراق.فقد أصدر الله جل جلاله إلى النار أمره بأن تكون (بَرْدًا وَسَلَامًا عَلَى إِبْرَاهِيمَ). أحرقت النار قيوده فقط، وجلس إبراهيم وسطها كأنه يجلس وسط حديقة.
اقرأ أيضا :قصص وعبر من حياة الصحابيات ...أسماء بنت عميس رضى الله عنها (صاحبة الهجرتين )
كان ابراهيم يسبّح بحمد ربه ويمجّده،لم يكن في قلبه مكان خال يمكن أن يمتلئ بالخوف أوالرهبة أو الجزع. كان القلب مليئا بالحب وحده،ومات الخوف، وتلاشت الرهبة،واستحالت النار إلى سلام بارد يلطف عنه حرارة الجو. جلس الكهنة والناس يرقبون النار من بعيد،كانت حرارتها تصل إليهم على الرغم من بعدهم
عنها. وظلت النار تشتعل فترة طويلة حتى ظن الكافرون أنها لن تنطفئ أبدا.فلما انطفأت النارفوجئوا بإبراهيم يخرج من الحفرة سليما كما دخل.
ووجه النبي يتلألأ بالنور والجلال،وثيابه كماهي لم تحترق،وليس عليه أي أثرلدخان أو حريق خرج إبراهيم من الناركما لو كان يخرج من حديقة. وتصاعدت صيحات الدهشة الكافرة، خسروا جولتهم خسارة مريرة وساخرة،{وَأَرَادُوا بِهِ كَيْدًا فَجَعَلْنَاهُمُ الْأَخْسَرِينَ(الأنبياء)
لم يحدثنا القرآن الكريم عن عمر إبراهيم حين حطم أصنام قومه،لا يحدثنا عن السن التي كلف فيها بالدعوة إلى الله. ويبدومن استقراءالنصوص القديمة أن إبراهيم كان شاباصغيرا
حين فعل ذلك، بدليل قول قومه عنه:(سَمِعْنَا فَتًى يَذْكُرُهُمْ يُقَالُ لَهُ إِبْرَاهِيمُ).
وكلمة الفتى تطلق على السن التي تسبق العشرين.
تاسعا: مواجهة عبدة الملوك
إن زمن اصطفاء الله تعالى لإبراهيم غير محدد في القرآن.بعدما أقام ابراهيم الحجة
على عبدة التماثيل بشكل قاطع، كما أقامها على عبدة النجوم والكواكب من قبل بشكل حاسم
لم يبق إلا أن تقام الحجة على الملوك المتألهين وعبادهم، وبذلك تقوم الحجة على جميع
الكافرين. فذهب إبراهيم عليه السلام لملك متألّه كان في زمانه.وتجاوز القرآن اسم الملك
لانعدام أهميته، لكن روي أن الملك المعاصر لإبراهيم كان يلقب ب ( النمرود )وهو ملك الآراميين بالعراق.
"اخبرنا الله تعالى في كتابه الحكيم الحجة الأولى التي أقامها إبراهيم عليه السلام على
الملك الطاغية، فقال إبراهيم بهدوء: (رَبِّيَ الَّذِي يُحْيِـي وَيُمِيتُ)
قال الملك: (أَنَا أُحْيِـي وَأُمِيتُ)
أستطيع أن أحضر رجلا يسير في الشارع وأقتله، وأستطيع أن أعفو عن محكوم عليه بالإعداموأنجيه من الموت، وبذلك أكون قادرا على الحياة والموت.
لم يجادل إبراهيم الملك لسذاجة ما يقول،-غير أنه أراد أن يثبت للملك أنه يتوهم في نفسه
القدرة وهو في الحقيقة ليس قادرا فقال إبراهيم:(فَإِنَّ اللّهَ يَأْتِي بِالشَّمْسِ مِنَ الْمَشْرِقِ فَأْتِ بِهَا مِنَ الْمَغْرِبِ)
استمع الملك إلى تحدي إبراهيم صامتا، فلما انتهى كلام النبي بهت الملك، أحس بالعجز
ولم يستطع أن يجيب. لقد أثبت له إبراهيم أنه كاذب،قال له إن الله يأتي بالشمس من المشرق، فهل يستطيع هو أن يأتي بها من المغرب..
إن للكون نظما وقوانين يمشي طبقا لها، قوانين خلقها الله ولا يستطيع أي مخلوق أن يتحكم فيها. ولو كان الملك صادقا في ادعائه الألوهية فليغير نظام الكون وقوانينه.
ساعتها أحس الملك بالعجز وأخرسه التحدي،ولم يعرف ماذا يقول، ولا كيف يتصرف.
انصرف إبراهيم من قصر الملك، بعد أن بهت الذي كفر
عاشرا:هجرة إبراهيم عليه السلام
انطلقت شهرة إبراهيم في المملكة كلها،و تحدث الناس عن معجزته ونجاته من النار،
وتحدث الناس عن موقفه مع الملك وكيف أخرس الملك فلم يعرف ماذا يقول.
واستمر إبراهيم في دعوته لله تعالى،بذل جهده ليهدي قومه،حاول إقناعهم بكل الوسائل،ورغم حبه لهم وحرصه عليهم فقد غضب قومه وهجروه، ولم يؤمن معه من قومه سوى امرأة ورجل واحد، امرأة تسمى سارة،وقد صارت فيما بعدزوجته، ورجل هو لوط،وقد صار نبيا فيما بعد.وحين أدرك إبراهيم أن أحدا لن يؤمن بدعوته،قرر الهجرة قبل أن يهاجر،دعا والده للإيمان،ثم تبين لإبراهيم أن والده عدو لله،وأنه لا ينوي الإيمان، فتبرأ منه وقطع علاقته به. للمرة الثانية في قصص الأنبياء نصادف هذه المفاجأة. في قصة نوح كان الأب نبيا والابن كافرا، وفي قصة إبراهيم كان الأب كافرا والابن نبيا، وفي القصتين نرى المؤمن يعلن براءته من عدو الله رغم كونه ابنه أو والده،
وكأن الله يفهمنا من خلال القصة أن العلاقة الوحيدة التي ينبغي أن تقوم عليها الروابط بين الناس،هي علاقة الإيمان لا علاقة الميلاد والدم.
خرج إبراهيم عليه السلام من بلده وبدأ هجرته، سافر إلى مدينة تدعى أور،ومدينة تسمى
حاران. ثم رحل إلى فلسطين ومعه زوجته، المرأة الوحيدة التيآمنت به.وصحب معه لوطا الرجل الوحيد الذي آمن به.بعد فلسطين ذهب إبراهيم إلى مصر، وطوال هذا
الوقت وخلال هذه الرحلات كلها، كان إبراهيم يدعو الناس إلى عبادة الله،ويحارب في سبيله، ويخدم الضعفاء والفقراء، ويعدل بين الناس، ويهديهم إلى الحقيقة والحق